فهرس الكتاب
الصفحة 1855 من 4009

وقال ابن جرير: والصواب عندنا من القول في ذلك أَنَّ التكويرَ جمع الشيء بعضه على بعض، ومنه تكوير العمامة، وجمع الثياب بعضها على بعض، فمعنى قوله تعالى: كُوِّرَتْ جمع بعضها إلى بعض ثم لفَّت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها. ولابن أبي حاتم (عن ابن عباس إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير:1] قال: يكور الله تعالى: الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ويبعث الله تعالى: ريحاً دبوراً فيضرمها ناراً) [1] . وكذا قال عامر الشعبي. ولابن أبي حاتم عن ابن يزيد بن أبي مريم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قول الله تعالى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير:1] قال: (( كوِّرَتْ في جَهَنَّم ) ) [2] وللبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( الشَّمس والقمر يُكوَّران يَوْمَ القيامة ) ) [3] . وقوله رحمه الله تعالى: (وكواكب الأفلاك تنثر كلها إلخ) يشير إلى قول الله عز وجل وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ [التكوير:2] وقوله تعالى: وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ [الانفطار:2] ، وقوله تعالى: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ [المرسلات:8] أي محي نورها وذهب ضوؤها. وانكدرت: تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض. يقال انكدَرَ الطائر إذا سقط عن عشه. قال الكلبي وعطاء: تمطر السماء يومئذ نجوماً فلا يبقى نجم إلا وقع.

(1) رواه ابن أبي حاتم في (( تفسيره ) ) (10/ 3402) .

(2) رواه ابن أبي حاتم (( تفسيره ) ) (10/ 3402) .

(3) رواه البخاري (3200) بلفظ: (مكوران) بدلا من (يكوران) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام