سابعا: لأنها متعلق سعادة الخلق في الدنيا والآخرة كما قال صلى الله عليه وسلم: (( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من نفسه ) ) [1] وقال صلى الله عليه وسلم: (( لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وأخرت دعوتي شفاعة لأمتي فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا ) ) [2] .
ثامنا: لأنها دين الله الذي ارتضاه لعباده ... قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153] .
تاسعاً: أنها حق الله الذي أوجبه على عباده كما قال صلى الله عليه وسلم: (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) ) [3] .
عاشرا: لأنها طريق النجاة من النار ... قال صلى الله عليه وسلم: (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ) [4] .
الحادي عشر: لأنها أول ما يجب الدعوة إليه. كما قال صلى الله عليه وسلم: (( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) ) [5] وفي رواية: (( إلى أن يوحدوا الله ) ) [6] .
الثاني عشر: لأنها ملة إبراهيم التي أمرنا باتباعها، كما قال سبحانه: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل: 123] وقد فسر الله مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ بقوله: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ [الزخرف: 26، 27] ، وقال عز وجل: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل: 120] .
الثالث عشر: أن من التزمها حرم ماله ودمه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل ) ) [7] .
الرابع عشر: لأنها مما حكم الله وقضى باتباعه، وما حكم به وقضاه فهو واجب الاتباع، كما قال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء: 23] .
الخامس عشر: أن الله حرم مخالفتها، كما قال تعالى: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا [الأنعام: 151] الآية.
السادس عشر: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالبراءة من ضدها، كما قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ [الكافرون: 1، 2] .
السابع عشر: امتداحه سبحانه للمؤمنين بالتزامها وترك ضدها، كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ [المؤمنون: 59] .
الثاني عشر: لأنها دعوة إبراهيم عليه السلام، كما قال تعالى عنه: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ [إبراهيم: 35] . المدخل لدراسة العقيدة على مذهب أهل السنة والجماعة لإبراهيم البريكان- ص60
(1) رواه البخاري (99) . من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) رواه مسلم (199) . من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) رواه البخاري (6267) ، ومسلم (30) . من حديث معاذ رضي الله عنه.
(4) رواه البخاري (1186) ، ومسلم (33) . من حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه.
(5) رواه البخاري (1458) ، ومسلم (19) . بلفظ: (( عبادة الله ) )بدلاً من (( شهادة أن لا إله إلا الله ) ). من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(6) رواها البخاري (7372) . من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
(7) رواه مسلم (23) . من حديث طارق بن أشيم رضي الله عنه.