فهرس الكتاب
الصفحة 2921 من 4009

ومما قاله الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين في هذا الموضوع: (فالدين كله داخل في العبادة، فإذا علم الإنسان وتحقق معنى الإله، وأنه المعبود، وعرف حقيقة العبادة، تبين له أن من جعل شيئاً من العبادة لغير الله، فقد عبده واتخذه إلهاً، وإن فر من تسميته معبوداً أو إلهاً، فتغير الاسم لا يغير حقيقة المسمى، ولا يزيل حكمه ولما سمع عدي بن حاتم [1] - وهو نصراني - قول الله تعالى: اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ [التوبة: 31] , قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لسنا نعبدهم. قال:(( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قال: بلى، قال: فذلك عبادتهم ) ) [2] .

فعديٌّ ما كان يحسب أن موافقتهم فيما ذكر عبادة منهم لهم، فأخبره صلى الله عليه وسلم أن ذلك عبادة منهم لهم، مع أنهم لا يعتقدونه عبادة لهم. وكذلك ما يفعله عباد القبور من دعاء أصحابها، والتقرب إليهم بالذبائح والنذور، عبادة منهم للمقبورين، وإن كانوا لا يسمونه ولا يعتقدونه عبادة) [3] .

ويقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب - في توجيهه القول بأن النذر لغير الله شرك: (وذلك لأن الناذر لله وحده قد علق رغبته به وحده، لعلمه بأنه تعالى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فتوحيد القصد هو توحيد العبادة، ولهذا ترتب عليه وجوب الوفاء فيما نذره طاعة لله، والعبادة إذا صرفت لغير الله صار ذلك شركاً بالله لالتفاته إلى غيره تعالى فيما يرغب فيه أو يرهب، فقد جعله شريكاً لله في العبادة) [4] . نواقض الإيمان القولية والعملية لعبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف- ص 269

(1) عدي بن حاتم بن عبدالله الطائي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلم في سنة تسع، شهد فتح العراق، وكان جواداً، مات سنة 68 هـ. انظر: (( الإصابة ) ) (4/ 472) و (( سير أعلام النبلاء ) ) (3/ 162) .

(2) [9959] )) رواه الترمذي (3095) والبيهقي في (( السنن الكبرى ) ) (10/ 116) والطبراني (17/ 92) , قال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث, وحسنه ابن تيمية في (( حقيقة الإسلام والإيمان ) ) (ص: 111) , وقال الألباني في (( السلسلة الصحيحة ) ) (7/ 861) : علة الحديث هي جهالة غطيف ابن أعين, وحسنه في (( صحيح سنن الترمذي ) ).

(3) (( الانتصار ) ) (ص: 33،34) باختصار.

(4) (( قرة عيون الموحدين ) ) (ص: 85) وانظر جواب الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ عن الذبح لغير الله تعالى في (( الدرر السنية ) ) (8/ 286) وجواب الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ عن الذبح لغير الله وكذا النذر لغير الله في (( فتاويه ) ) (1/ 105 - 107) وانظر (( فتاوى ابن باز ) ) (3/ 322) و (( المجموع الثمين ) )لابن عثيمين (1/ 41) ، و (( فتاوى اللجنة الدائمة ) ) (1/ 89، 110، 112 - 116، 127، 132، 220، 258) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام