فهرس الكتاب
الصفحة 2164 من 4009

والحاصل أن الجنة فوق السماء السابعة, وسقفها العرش، وأن النار في الأرض السابعة على الصحيح المعتمد وبالله التوفيق) انتهى [1] .

... قال السيوطي في (إتمام الدراية شرح النقاية) : (ونقف عن النار, أي نقول فيها بالوقف, أي محلها حيث لا يعلمه إلا الله، فلم يثبت عندي حديث أعتمده في ذلك, وقيل: تحت الأرض لما روى ابن عبد البر وضعفه من حديث ابن عمر مرفوعاً(( لا يركب البحر إلا غاز أو حاج, أو معتمر, فإن تحت البحر ناراً ) ) [2] وقيل: هي على وجه الأرض لما روى وهب أيضاً قال: (قال: أشرف ذو القرنين على جبل قاف فرأى تحته جبالاً صغاراً - إلى أن قال - يا قاف, أخبرني عن عظمة الله, فقال: إن شأن ربنا لعظيم. إن ورائي أرضاً مسيرة خمسمائة عام في خمسمائة عام, من جبال ثلج, يحطم بعضها بعضاً ولولا هي لاحترقت من جهنم) .

وروى الحارث بن أسامة في مسنده عن عبد الله بن سلام قال: (الجنة في السماء والنار في الأرض) وقيل: محلها في السماء). انتهى كلام السيوطي ومثله في التذكرة للقرطبي قال: (فهذا يدل على أن جهنم على وجه الأرض والله أعلم بموضعها, وأين هي من الأرض) . انتهى.

وقال الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوي في عقيدته: (ولم يصرح نص بتعيين مكانهما بل حيث شاء الله تعالى إذ لا إحاطة لنا بخلق الله وعوالمه) ، انتهى.

أقول وهذا القول أرجح الأقوال وأحوطها إن شاء الله تعالى. يقظة أولى الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار لصديق حسن خان- بتصرف- ص: 23

(1) (( لوامع الأنوار البهية ) ) (ص: 239) .

(2) (( التمهيد ) ) (1/ 239 - 240) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام