فهرس الكتاب
الصفحة 1777 من 4009

قال النووي: قال العلماء: وهذا الحشر في آخر الدنيا قبيل القيامة وقبيل النفخ في الصور بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (( تحشر بقيتهم النار تبيت معهم وتقيل, وتصبح وتمسي ) ) [1] [2] .

وقال الحافظ ابن كثير بعد ذكر للأحاديث الواردة في خروج النار مبيناً أن هذا الحشر في الدنيا: (فهذه السياقات تدل على أن هذا الحشر هو حشر الموجودين في آخر الدنيا من أقطار الأرض إلى محلة المحشر، وهي أرض الشام .. وهذا كله مما يدل على أن هذا في آخر الزمان حيث الأكل والشرب, والركوب على الظهر المشترى وغيره, وحيث تهلك المتخلفين منهم النار, ولو كان هذا بعد نفخة البعث لم يبق موت، ولا ظهر يشترى، ولا أكل ولا شرب, ولا لبس في العرصات) [3] .

وأما حشر الآخرة فإنه قد جاء في الأحاديث أن الناس مؤمنهم وكافرهم يحشرون حفاة عراة غرلاً بهماً, ففي الصحيح عن ابن عباس قال: قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( إنكم تحشرون حفاة عراة غرلاً كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء: 104] ) ) [4] .

قال ابن حجر: (ومن أين للذين يبعثون بعد الموت عراة حفاة حدائق حتى يدفعونها في الشوارف؟) [5] .

فدل هذا على أن هذا الحشر يكون في الدنيا قبل يوم القيامة، ومن ذهب إلى خلاف ذلك فقد جانب الحق والله تعالى أعلم. أشراط الساعة ليوسف الوابل-ص: 334

(1) الحديث رواه مسلم (2861) بلفظ: (( ... وتحشر بقيتهم النار. تبيت معهم حيث باتوا. وتقيل معهم حيث قالوا: وتصبح معهم حيث أصبحوا. وتمسي معهم حيث أمسوا ) )من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2) (( شرح صحيح مسلم ) )للنووي (17/ 194) .

(3) (( النهاية في الفتن والملاحم ) ) (1/ 186) تحقيق د. طه زيني.

(4) رواه البخاري (6526) .

(5) (( فتح الباري ) ) (11/ 382) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام