فهرس الكتاب
الصفحة 1065 من 4009

ب- الكهانة: الكاهن هو الذي يدعي أنه يعلم الغيب. ومثله أو قريب منه (العراف) ، و (الرمال) ، ونحوهم، فكل من ادعى أنه يعرف علم ما غاب عنه دون أن يخبره به مخبر، أو زعم أنه يعرف ما سيقع قبل وقوعه فهو مشرك شركاً أكبر، وسواء ادعى أنه يعرف ذلك عن طريق (الطرق بالحصى) ، أم عن طريق حروف (أبا جاد) [1] ، أم عن طريق (الخط في الأرض) ، أم عن طريق (قراءة الكف) ، أم عن طريق (النظر في الفنجان) ، أم غير ذلك، كل هذا من الشرك [2] ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) ) [3] .

ج- اعتقاد بعض العامة أن السحرة أو الكهان يعلمون الغيب، أو تصديقه لهم في دعواهم معرفة ما سيقع في المستقبل، فمن اعتقد ذلك أو صدقهم فيه فقد وقع في الكفر والشرك المخرج من الملة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) ) [4] .

د- التنجيم: وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية.

وذلك أن المنجم يدعي من خلال النظر في النجوم معرفة ما سيقع في الأرض من نصر لقوم، أو هزيمة لآخرين، أو خسارة لرجل، أو ربح لآخر، ونحو ذلك، وهذا لا شك من دعوى علم الغيب، فهو شرك بالله تعالى [5] .

ومما يفعله كثير من المشعوذين والدجاجلة أن يدعي أن لكل نجم تأثيراً معيناً على من ولد فيه، فيقول: فلان ولد في برج كذا فسيكون سعيداً، وفلان ولد في برج كذا فستكون حياته شقاء، ونحو ذلك، وهذا كله كذب، ولا يصدقه إلا جهلة الناس وسفهاؤهم، قال الشيخ ابن عثيمين: (فهذا اتخذ تعلم النجوم وسيلة لادعاء علم الغيب، ودعوى علم الغيب كفر مخرج من الملة) [6] . تسهيل العقيدة الإسلامية لعبد الله بن عبد العزيز الجبرين- ص: 154

(1) ينظر: (( التيسير ) ) (ص: 364) .

(2) ينظر (( شرح السنة ) ) (12/ 181 - 184) ، (( شرح مسلم ) )للنووي (14/ 223) ، (( مجموع فتاوى ابن تيمية ) ) (35/ 170 - 197) ، (( تفسير القرطبي ) ) (7/ 2، 3) ، (( مفتاح دار السعادة ) ) (2/ 125 - 242) ، (( فتح الباري ) ) (10/ 216، 217) ، (( شرح الطحاوية ) ) (ص: 759، 760) ، (( الفروع ) ) (6/ 177، 178) ، (( الروض مع حاشيته ) )لابن قاسم (7/ 413) ، (( الزواجر ) ) (2/ 109) ، (( الدين الخالص ) ) (1/ 423 - 455، و2/ 137 - 141) ، (( تيسير العزيز الحميد باب ما جاء في الكهان ) (( معارج القبول ) ) (ص: 559 - 574) ، (( التوحيد ) )للدهلوي (ص: 34، 69 ) ) ، (( فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ) ) (1/ 164، 165) ، (( عالم السحر ) )للأشقر (ص: 13) ، (( الإرشاد ) )للفوزان (ص: 84) ، (( النواقض القولية والعملية ) )للدكتور عبد العزيز بن عبد اللطيف (ص: 518 - 522) .

(3) [3560] )) رواه البزار (8/ 426) , والطبراني (18/ 162) , وقال البزار: روي بعضه من غير وجه [وفيه] أبو حمزة العطار لا بأس به, وقال المنذري في (( الترغيب والترهيب ) ) (4/ 88) : إسناده جيد, وقال الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ) (5/ 103) : فيه إسحاق بن الربيع العطار وثقه أبو حاتم وضعفه عمرو بن علي وبقية رجاله ثقات, وقال الألباني في (( السلسلة الصحيحة ) ) (2195) : صحيح بمجموع طرقه.

(4) [3561] )) رواه أبو داود (3904) , بلفظ (من أتى كاهنا) بدون (عرافا) وزاد (أو أتى امرأةً حائضا أو أتى امرأةً في دبرها فقد برئ) بدلا من (فقد كفر) والترمذي (135) , وابن ماجه (639) , والنسائي في (( السنن الكبرى ) ) (5/ 323) (9017) بلفظ (( من أتى حائضا أو امرأة في دبرها) بدون (عرافا) , ورواه الحاكم (1/ 49) , قال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة, وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعا من حديث ابن سيرين ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي, وقال البيهقي في (( السنن الكبرى ) ) (7/ 198) : له متابعة, وقال ابن حجر في (( فتح الباري ) ) (10/ 227) : له شاهد [وروي] بإسنادين جيدين ولفظهما (من أتى كاهنا) , وصححه الألباني في (( صحيح أبي داود ) (( صحيح ابن ماجه ) ).

(5) ينظر: (( تيسير العزيز الحميد ) ) (باب ما جاء في التنجيم، وباب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء) .

(6) (( القول المفيد ) ) (باب ما جاء في التنجيم) (2/ 5) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام