والدعاء من أهم أنواع العبادة، فيجب صرفه لله تعالى، ولا يجوز لأحد أن يدعو غيره كائناً من كان، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60] ، وقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18] ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( الدعاء هو العبادة ) ) [1] ، وقال صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس: (( إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ) ) [2] .، فمن دعا غير الله فقد وقع في الشرك الأكبر - نسأل الله السلامة والعافية -.
ومن أمثلة الشرك في دعاء المسألة ما يلي:
(1) رواه أبو داود (1479) ، والترمذي (2969) ، وابن ماجه (3828) ، والحاكم (1/ 667) . من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه. والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال البغوي في (( شرح السنة ) ) (3/ 158) : حسن لا يعرف إلا من حديث ذر. وقال النووي في (( الأذكار ) ) (478) : إسناده صحيح. وقال ابن حجر في (( فتح الباري ) ) (1/ 64) : إسناده جيد. وقال الألباني في (( صحيح سنن ابن ماجه ) ): صحيح.
(2) رواه الترمذي (2516) ، وأحمد (1/ 293) (2669) ، والحاكم (3/ 623) . قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث كبير عال من حديث عبد الملك بن عمير عن ابن عباس رضي الله عنهما إلا أن الشيخين رضي الله عنهما لم يخرجا شهاب بن خراش ولا القداح في الصحيحين وقد روي الحديث بأسانيد عن ابن عباس غير هذا، وصححه عبدالحق الإشبيلي في (( الأحكام الصغرى ) ) (3/ 333) .