فهرس الكتاب
الصفحة 1035 من 4009

يلاحظ أن أقسام الشرك التي ذكرها هي مجرد صور للأعمال الشركية التي تقع في بعض المجتمعات الإسلامية لعموم الجهل، وهناك صور أخرى للشرك لم يتعرض لها، ولا يمكن حصر جميع الصور بهذه الطريقة.

ز- وهناك تقسيم للإمام ابن القيم - رحمه الله - ذكره في كتابه: (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) ، يمكن أن يوصف بأنه أكثر دقة في استقصاء أنواع الشرك؛ حيث قال: (الشرك شركان: شرك يتعلق بذات المعبود، وأسمائه وصفاته وأفعاله، وشرك في عبادته ومعاملته، وإن كان صاحبه يعتقد أنه - سبحانه - لا شريك له في ذاته، ولا في صفاته ولا في أفعاله) [1] . ثم بدأ الإمام في بيان التفريعات فيهما.

التقسيم المختار:

ولعل التقسيم الذي يجمع بين هذه التقسيمات هو أن يقال:

الشرك على نوعين: أكبر، وأصغر.

أما الأكبر:

فهو أن يتخذ شريكاً أو نداً مع الله - تعالى - في ذاته أو في أسمائه وصفاته، أو أن يعدل بالله - تعالى - مخلوقاته في بعض ما يستحقه وحده [2] .

أو يقال: هو أن يجعل الإنسان لله نداً في ربوبيته, أو ألوهيته, أو أسمائه وصفاته [3] . الشرك في القديم والحديث لأبي بكر محمد زكريا- 1/ 138

(1) ابن القيم: (( الجواب الكافي ) ) (ص: 309، 310) .

(2) انظر ما ذكره ابن تيمية: (( الاستقامة ) ) (1/ 344) ، وابن القيم: (( مدارج السالكين ) ) (1/ 339) .

(3) انظر ما ذكره حافظ الحكمي: (( معارج القبول ) ) (2/ 483) ، و (( فتاوى اللجنة الدائمة ) ) (1/ 516، 517) ، وانظر ما ذكره ابن تيمية: (( اقتضاء الصراط المستقيم ) ) (2/ 3، 7) ، والسعدي في (( الإرشاد ) ) (ص: 5، 2) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام