المثال الثالث عشر وأما قول موسى سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ وقال السحرة: إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إلى قوله: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قالوا: كيف قال موسى وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ وقد كان قبله إبراهيم مؤمنا، ويعقوب وإسحاق كيف جاز لموسى أن يقول: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ .
وقالت السحرة: أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ وكيف جاز للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وقد كان قبله مسلمون كثير، مثل عيسى ومن تبعه، فشكوا في القرآن، وقالوا: إنه متناقض.
إذًا، هنا الزنادقة أتوا بأربع آيات، قالوا كل آية فيها الأولية، قال الله عن موسى وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ وقال عن السحرة أنهم قالوا: أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ وقال عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ فكيف ذلك مع أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبقه مسلمون، سبقه الأنبياء قبله.