فهرس الكتاب
الصفحة 70 من 180

مناقشة الجهمية في قضية خلق القرآن

قال أحمد ومما يسأل عنه الجهمي يقال له: أتجد في كتاب الله أنه يخبر عن الله أنه مخلوق؟ فلا يجد، فيقال له: أتجد في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن القرآن مخلوق؟ فلا يجد، فيقال له: فلم قلت؟ فسيقول: من قول الله: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وزعم أن كل مجعول هو مخلوق؛ فادعى كلمة من الكلام المتشابه يحتج بها من أراد أن يلحد في تنزيلها ويبتغي الفتنة في تأويلها.

نعم: هذا الأمر مناقشة للإمام -رحمه الله- للجهمية في قولهم:"إن القرآن مخلوق"يقول الإمام: مما يسأل عنه الجهمي يقال له: أنت تدعي أن القرآن مخلوق فهل تجد في كتاب الله ما يخبر عن الله أنه مخلوق؟ فلا يجد، ثم يقال له: هل تجد في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن القرآن مخلوق فلا يجد، يعني يقول: هل عندك دليل، بنص من القرآن يقول إن القرآن مخلوق؟ ما عنده، هل عندك نص من السنة، حديث يقول: إن القرآن مخلوق؟ فلا يجد، لكن وجد شبهة آية من القرآن، شبهة شرعية استدل بها على أن القرآن مخلوق.

ولهذا قال الإمام: يقال له: فلم قلت: إن القرآن مخلوق؟ فسيقول من قول الله تعالى: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا هذه شبهة آية من القرآن استدل بها الجهم على أن القرآن مخلوق، إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وجه استدلال الجهم من كلمة جعل قال:"إن كل مجعول فهو مخلوق"إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا فدل على أن القرآن مخلوق، هذه الشبهة يقول الإمام -رحمه الله-:"ادعى كلمة من الكلام المتشابه، يحتج بها من أراد أن يلحد في تنزيلها ويبتغي الفتنة في تأويلها".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام