باب، ثم إن الجهمي ادعى أمرا آخر فقال.. -هذه الشبهة السادسة شبهة عقلية على أن كلام الله مخلوق-
فقال: إن الله يقول: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ فزعم أن القرآن لا يخلو أن يكون في السماء أو في الأرض أو في ما بينهما، فشبه على الناس، ولبّس عليهم.
إذن شبهة الجهم يقول: إن الله تعالى يقول: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ فأخبر الله تعالى أن السماوات مخلوقة، والأرض مخلوقة، وما بينهما مخلوق، فالقرآن هل هو في السماء، أو في الأرض، أو في ما بينهما؟
إن كان في السماء فهو مخلوق، وإن كان في الأرض فهو مخلوق، وإن كان بينهما فهو مخلوق؛ لأن الله خلق السماوات، وخلق الأرض، وخلق ما بينهما، فالقرآن أين يكون؟
لا بد أن يكون القرآن مخلوقا هذه هي الشبهة، والجواب هو.