ويقال للجهمي: إن الله إذا كان معنا بعظمة نفسه، فقل له: هل يغفر الله لكم فيما بينه وبين خلقه؟ فإن قال: نعم، فقد زعم أن الله بائن من خلقه، وأن خلقه دونه، وإن قال: لا، كفر.
هذه مناقشة قوية للجهمي، يعني: يقال للجهمي: تقول: إن الله معنا بعظمته -تعالى الله- فقل له: هل يغفر الله لكم أو لا يغفر؟ هل يغفر للمذنبين أو لا يغفر؟
بين أحد أمرين: إما أن يقول: نعم، وإلا يقول: لا، إن قال: نعم، فقد ترك مذهبه، زعم أن الله بائن من خلقه، يغفر للمذنبين، هناك غافر ومغفور له، يعني هناك مباينة، ما فيه اختلاط، وإن قال: لا، كفر؛ لأن الله يقول: يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ .