وقد ذكر الله كلامه في غير موضع من القرآن، فسماه كلاما ولم يسمه خلقا قوله: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ .
هذا الشاهد: كلمات، قال: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ولم يقل: تلقى آدم من ربه خلقا، سماه كلمات.
وقال: وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ .
ولم يقل: يسمعون خلق الله، سماه كلاما ولم يسمه خلقا.
وقال: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّه .
الشاهد: وكلمه ربه، سماه كلاما ولم يسمه خلقا.
وقال: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي .
الشاهد: وبكلامي، ولم يقل: وبخلقي.
وقال: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا .
سماه كلاما.
وقال: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .
الشاهد: وكلماته، سماه كلاما.
فأخبرنا الله تعالى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يؤمن بالله وبكلام الله.
يؤمن بالله وبكلام الله، ولم يقل: بخلق الله.
وقال: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ .
هذا الشاهد: كلام الله، ولم يقل: خلق الله.
وقال: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي .
الشاهد: كلمات ربي.
وقال: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ولم يقل: حتى يسمع خلق الله.
فهذا منصوص بلسان عربي مبين، لا يحتاج إلى تفسير، وهو مبين بحمد الله.
الشاهد: كلام الله، ولم يقل: حتى يسمع خلق الله، نعم.