فهرس الكتاب
الصفحة 24 من 180

شبهتهم في دخول النار بسبب الصلاة والوعيد للمصلين

المثال الخامس وأما قوله: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وقال في آية أخرى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ فقالوا: إن الله قد ذم قومًا كانوا يصلون، فقال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ وقال في قوم: إنهم إنما دخلوا النار؛ لأنهم لم يكونوا يصلون، فشكوا في القرآن من أجل ذلك، وزعموا أنه متناقض.

إذًا الشبهة أنهم يقولون: عندنا آيتان متنافيتان، آية فيها أنهم دخلوا النار؛ لأنهم لم يكونوا يصلون، فدخلوا النار من أجل تركهم للصلاة، وفي آية تتوعد المصلين: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ كيف ذلك؟.

آية فيها أن أهل النار دخلوا النار بسبب تركهم للصلاة، إذًا تركهم للصلاة من أسباب دخولهم النار، والآية الأخرى تتوعد المصلين فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الويل: شدة العذاب والهلاك، وقيل: واد في جهنم لكن الأقرب شدة العذاب والهلاك، فأخبر أن المصلين هالكون، وغير المصلين هالكون، فكيف هذا؟ لأن مفهوم لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ أن المصلي ناجٍ، فهم هلكوا، ما سبب هلاكهم؟ وعذابهم في سقر؟ كونهم لم يصلوا، إذًا الذي يصلي ناجٍ، لكن جاءت آية أخرى تتوعد المصلي فكيف ذلك؟ آية فيها أن الذي ترك الصلاة دخل النار، ومفهومها أن الذي يصلي لا يدخل النار، ولا يعذب، لكن جاءت أخرى تتوعد المصلي فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام