إثبات تساؤل أهل النار ونفيه في القرآن (تابع)
فأما قوله -عز وجل-: فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ فهذا عند النفخة الثانية، إذا قاموا من القبور لا يتساءلون، ولا ينطقون في ذلك الموطن، فإذا حوسبوا ودخلوا الجنة والنار: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة
إذًا الجواب: أجاب الإمام -رحمه الله- بأن مواقف القيامة متعددة، مشاهد القيامة متعددة، ففي المشهد الأول عند النفخة الثانية، وهي نفخة البعث، إذا قاموا من القبور لا يتساءلون، ولا ينطقون في ذلك الموطن، ما فيه كلام ولا نطق، حتى يأتي الحساب، فإذا حوسبوا، ودخلوا الجنة، أقبل بعضهم على بعض يتساءلون، مثل ما سبق أن أهل النار أول ما يدخلون النار يتساءلون، وينطقون، ويتكلمون.
فإذًا عند النفخ في الصور عند القيام من القبور في أول مشهد من مشاهد القيامة عند النفخ في الصور والقيام من القبور لا يتساءلون، ولا يتكلمون، فإذا حوسبوا تكلموا، وتساءلوا، فهذا محمول على حالة، وهذا محمول على حال فلا تناقض في كلام الله -عز وجل-.