باب آخر:
قال الإمام أحمد -رضي الله عنه-: ثم إن الجهمي ادعى أمرا آخر..
-هذه الشبهة الرابعة للجهمية، على أن القرآن مخلوق، وهي شبهة شرعية. -
فقال: أنا أجد آية في كتاب الله تدل على أن القرآن مخلوق، فقلنا: في أي آية؟ فقال: قول الله تبارك وتعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ فزعم أن الله قال للقرآن: محدث، وكل محدث مخلوق. فلعمري لقد شبه على الناس بهذا، وهي آية من المتشابه.
إذن الجهمي أتى بشبهة شرعية، آية من القرآن، وهي قول الله تبارك تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ قال: إن الله أخبر أن القرآن محدث، وكل محدث مخلوق، هذه في آية الأنبياء
والآية الأخرى في الشعراء: وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ وقول الله تعالى: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا .
الإمام -رحمه الله- قال: فلعمري لقد شبه على الناس، جاءت مرة ثانية لعمري، تأكيد، إن شبهته قوية، فلعمري لقد شبه على الناس بهذا، وهي آية من المتشابه، لا شك أنها تشتبه على كثير من الناس؛ ولذلك الجواب يحتاج إلى تأمل.
والإمام أحمد له جواب على هذه الشبهة الآن، نستعرض الآن جواب الإمام أحمد الآن في صفحتين ونصف، ثم نرى جواب الإمام البخاري في صحيحه له جواب آخر على هذه الشبهة وكل من الجوابين حق.