فهرس الكتاب
الصفحة 134 من 180

الرد على الجهمية في إنكارهم تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام

بيان ما أنكر الجهمي من أن يكون الله كلم موسى فقلنا: لم أنكرتم ذلك؟

قالوا: إن الله لم يُكَلِّم ولا يتكلم؛ إنما كَوَّن شيئا فعَبَّر عن الله، وخلق صوتًا فأسمعه، وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف ولسان وشفتين.

إذن، هذا الباب للرد على الجهمية في إنكارهم أن يكون الله كلَّم موسى إنكارهم لكلام الله.

هذا الباب معقود للرد على الجهمية في إنكارهم كلام الله، وأن الله -تعالى- كلم موسى

يقول الإمام: قلنا لهم: لم أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يكلِّم ولا يتكلم، إن الله لم يكلم أحدًا، ولا يتكلم هكذا تقول الجهمية

كيف يجيبون عن الآيات التي فيها: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا الآيات التي فيها إثبات الكلام لله؟

قالوا: معناها: كَوَّن شيئا فعبر عن الله، وخلق صوتًا فأسمعه، قالوا: ما تكلم، ولكن كَوَّن شيئا فعبر عن الله، يعني: خلق شيئا، وقالوا: إن الله -تعالى- لم يقل لموسى إني أنا الله رب العالمين، بل خلق الكلام في الشجرة، والشجرة هي التي كلمت موسى وقالت: إني أنا الله رب العالمين.

والجهمية كذلك يقولون: بعض الكلام يخلقه الله في الهواء، أو في الشجرة، أو في أي شيء، فيكون الكلام بدأ في هذا المخلوق.

فنقول: إذن الجهمية أولوا النصوص التي فيها أن الله كَلَّم، قالوا: إن الله كَوَّنَ شيئا فعَبَّرَ عن الله، خلق شيئا فقال: إني أنا الله، وخلق صوتًا فأسمع موسى فموسى ما سمع كلام الله، ولكن سمع صوتًا خلقه الله، وقال لموسى إني أنا الله.

نعوذ بالله، هذا رد للقرآن، إبطال للقرآن.

وشبهتهم -يقول الإمام-: وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف ولسان وشفتين، قالوا لا يمكن الكلام إلا من جوف ولسان وشفتين، فإذا قلتم: إن الله يتكلم فقد أثبتم أن لله جوفًا، وأثبتم لله لسانًا، وأثبتم لله شفتين، ومن أثبت أن هذه الأشياء لله فقد كفر؛ لأنه شبَّه الله بخلقه. هكذا تقول الجهمية

لماذا أنكروا الكلام؟ قالوا: فرارا من الكفر. قالوا: لأنا لو نثبت الكلام لله للزم أن يكون له جوفٌ وفم ولسان وشفتان، ومن أثبت هذه الأشياء لله فقد شبه الله بخلقه، ومن شبه الله بخلقه كفر.

ففرارًا من ذلك قالوا: لا يكلِّم، ولا يتكلم، وأما النصوص التي فيها أنه تكلم فهي منسوبة إلى أشياء خلقها الله، وكونها فتكلمت، وخلق صوتًا فأسمعه، فموسى لم يسمع كلام الله، وإنما سمع صوتًا خلقه الله فأسمعه إياه، وكون شيئا فعبر عن الله، إما الشجرة أو غيرها، مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى .

فقالوا: إن الله خلق الكلام في الشجرة، فكلمه، فسمع الكلام من الشجرة.

والمؤمنون يقولون: إن الله هو الذي كلم موسى يعني ابتداء الكلام"من الشجرة"، كما تقول: سمعت كلام زيد من البيت، يعني: ابتداؤه من البيت.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام