اعلم أن الشيئين إذا اجتمعا في اسم يجمعهما فكان أحدهما أعلى من الآخر، ثم جرى عليهما اسم مدح فكان أعلاهما أولى بالمدح وأغلب عليه، وإن جرى عليهما اسم ذم أو اسم دني فأدناهما أولى به، ومن ذلك: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ هذا المثال الأول، والمثال الثاني: عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يعني الأبرار دون الفجار، فإذا اجتمعوا في اسم الإنسان واسم العباد فالمعنى في قول الله جل ثناؤه: عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يعني الأبرار دون الفجار.
كلمة عباد الله، العبودية العامة يدخل فيها الكافر والمؤمن، فإذا قال: عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ عباد الله يدخل فيها الكفار والمؤمنون ينصرف إلى المؤمنين، بدليل قوله تعالى في الآية الأخرى: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ .
إذن عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ المؤمنون، ولا يدخل الكفار، وإن كانوا عباد الله، المعبدين، لكن ما يدخلون، جاء اسم مدح ينصرف إلى أعلاهما، إلى المؤمنين الأبرار، بدليل قوله: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ .