فهرس الكتاب
الصفحة 77 من 180

استمرار جهم على ضلاله رغم دحض حجته

فإذا قال الله جعل على معنى خلق , وقال جعل على غير معنى خلق، فبأي حجة قال الجهمي جعل على معنى خلق ؟ فيرد الجهمي جعل إلى المعنى الذي وضعه الله فيه؛ وإلا كان من الذين يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، فلما قال الله: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا يقول: جعله عربيا، جعله جعلا على معنى فعل من أفعال الله.

هذا التفسير على فعل من أفعال الله على غير معنى خلق إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا جعل: فعل من أفعال الله ليس المراد به الخلق إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا تعدت إلى مفعولين فيكون معناها فعلا من أفعال الله، هذا معروف في قواعد اللغة العربية إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا تعدت هنا إلى مفعولين، الهاء المفعول الأول، وقرآنا المفعول الثاني، مثل وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ هذا مفعول واحد.

يقول جعله عربيا، جعله جعلا على معنى فعل من أفعال الله على غير معنى خلق.

إذًا إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا فعل من أفعال الله وليس المراد خلق، وفعل الله من صفاته أسماء الله، وصفاته وأفعاله تليق بجلاله وعظمته.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام