فهرس الكتاب
الصفحة 82 من 180

الفصل بين الأمر والخلق في القرآن

وقد فصل الله بين خلقه وبين أمره، ولم يسمه قولا فقال: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ فلما قال: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ لم يبق شيء مخلوق إلا كان داخلا في ذلك، ثم ذكر ما ليس بخلق فقال:"والأمر"فالأمر: هو قوله -تبارك وتعالى-، فلا يكون قوله خلقا.

إذن يقول: فصل الله تعالى بين قوله وبين خلقه , فصل بينهما بالواو , ولم يسمه قولا ولم يسم الخلق قولا فقال: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ شيئان بينهما فاصل بالواو , قال: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ فلما قال الله: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ لم يبق شيء مخلوق إلا كان داخلا في ذلك , كل المخلوقات دخلت في قوله: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ ثم ذكر ما ليس بخلق فقال: والأمر فالأمر: هو قول الله -تبارك وتعالى- فلا يكون خلقا , واضح هذا؟

إذن: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ألا له الخلق: جميع المخلوقات دخلت , ثم بعد ذلك والأمر: هذا كلام الله ليس من الخلق؛ ولأن أمر الله كلام الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى يخلق بالكلام إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فلو كان الكلام مخلوقا للزم أن يكون مخلوقا، ولو كان الأمر مخلوقا لكان مخلوقا بأمر آخر، والآخر بآخر إلى ما لا نهاية؛ فيفضي إلى التسلسل وهو باطل، فالله تعالى يخلق بأيش؟ بالكلام، بالقول: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام