فهرس الكتاب
الصفحة 91 من 180

الأدلة على نفي شبهة جهم

ومن الأعلام والدلالات -يعني العلامات والدلالات هذا هو المقصود-: أنه لا يعني كلامه على الأشياء المخلوقة قوله -عز وجل- في الريح التي أرسلها على عاد: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا وقد أتت هذه الريح على أشياء لم تدمرها ، منازلهم ومساكنهم والجبال التي بحضرتهم فأتت عليها تلك الريح ولم تدمرها، وقد قال: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ فكذلك إذا قال: خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا يعني نفسه ولا علمه ولا كلامه من الأشياء المخلوقة.

يقول الإمام رحمه الله- مما يؤيد أن كلام الله لا يدخل مع الأشياء المخلوقة، وإن كان الله تعالى قال: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لكن ما يدخل كلام الله في شيء، المراد: خالق كل شيء مخلوق، وكلام الله صفة من صفاته، فالله بأسمائه وصفاته هو الخالق، وما سواه مخلوق، قال: هناك دليل، وهو قوله -عز وجل- في الريح التي أرسلها على عاد: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا هناك أشياء ما دمرتها الريح، مساكنهم؛ ولهذا قال: فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ والجبال التي حولهم ما دمرت، السماء ما دمرت، الأرض ما دمرت.

إذًا ما معنى تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ ؟ قال العلماء: تدمر كل شيء يصلح للتدمير، أو يقبل التدمير عادة، وأما ما لا يقبل التدمير عادة، أو لا يصلح للتدمير؛ فلم يدخل في هذا العموم، فكذلك إذا قال: خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ المراد: خالق كل شيء مخلوق، ولم يدخل في ذلك كلام الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام