فقال الجهمي لنا: لما وصفنا بهذه الصفات -يعني: قلنا: إن الله لم يزل متكلمًا، ولم يزل عالمًا، ولم يزل قادرًا، ولم يزل عظيمًا، ولم يزل متصفا بصفاته- فقال الجهمي لنا: إنْ زعمتم أن الله ونوره، والله وعظمته، والله وقدرته، فقد قلتم بقول النصارى حين زعمتم أن الله لم يزل ونوره، ولم يزل وقدرته.
يعني يقول الجهمي:"إذا قلتم: إن الله ونوره، -الذي هو صفة من صفاته- والله وقدرته، والله وعظمته، فقد قلتم بقول النصارى". يعني: بتعدد الأرباب والآلهة.
النصارى يقولون: إن الآلهة ثلاثة، والأرباب ثلاثة: الله، وعيسى ومريم وأنتم أثبتم أربابا متعددة، الله رب، والنور رب، والقدرة رب، وكذلك جميع الصفات، والعلم رب.
قلتم بتعدد الآلهة مثل النصارى ما الفرق بينكم وبين النصارى ؟
إذا أثبتم الصفات لله قلتم بالتعدد، إذا قلتم: إن الله ونوره، والله وقدرته، والله وعظمته، فقد قلتم بتعدد الأرباب والآلهة، وهذا من شبه الجهمية يقولون: من أثبت الصفات فقد قال بتعدد الآلهة، قال بتعدد القدماء، والقديم هو واحد، هو الله.
فإذا قلتم: له صفات قديمة فقد قلتم بالتعدد، إذا قلتم: صفة الرحمة قديمة، وصفة العلم، وصفة القدرة، وصفة السمع، معناه: قلتم بتعدد الأرباب والآلهة، قلتم بتعدد القدماء والخالقين، والله واحد لا يتعدد. هذا من شُبَه الجهمية