ثم إن الجهمي ادّعى أمرا آخر فقال: أخبرونا عن القرآن، هو شيء؟ قلنا: نعم، قال: إن الله خالق كل شيء؛ فلم لا يكون القرآن من الأشياء المخلوقة؟ إذا قلتم: إن القرآن شيء، لِمَ لا يكون مخلوقا وقد قال الله: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فلِمَ لا يكون القرآن من الأشياء المخلوقة , وقد أقررتم أنه شيء.
هذه الشبهة الثالثة من الشبه , وهي شبهة عقلية من شبه الجهمية -من شبه الجهمي- الشبهة الثالثة: شبه بها على أن القرآن مخلوق , يقول الجهمي: أخبرونا عن القرآن , هل هو شيء؟ قلنا: نعم هو شيء؛ فقال: إن الله خالق كل شيء , قال: الله خالق كل شيء؛ فلم لا يكون القرآن من الأشياء المخلوقة , إذا قلتم: إن القرآن شيء لما لا يكون مخلوقا؟ وقد قال الله: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ نعم.