فهرس الكتاب
الصفحة 128 من 180

أدلة أهل السنة على رؤية الله

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرف معنى قول الله: لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وقال: إنكم سترون ربكم وقال الله لموسى لَنْ تَرَانِي ولم يقل: لن أُرى. فأيهما أولى؟ أن يُتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: إنكم سترون ربكم أم قول الجهمي حين قال: لا ترون ربكم؟

نعم، يقول: إن الله -جل ثناؤه- لما قال: لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ يقول الإمام: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرف معنى هذه الآية، وقد أخبر الأمة وقال: إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته .

وقال الله تعالى لموسى لما قال: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قال الله لَنْ تَرَانِي هذا في الدنيا، ولم يقل لا أُرى في الآخرة، في الدنيا ما يستطيع أحد أن يرى الله، ما يستطيع أحد أن يثبت لرؤية الله؛ ولهذا الجبل ما ثبت، تدكدك؛ لأن البشر ببشريتهم الضعيفة لا يستطيعون أن يثبتوا لرؤية الله.

لكن في يوم القيامة يُنشَّأ الناس تنشئة قوية، يتحملون ويثبتون فيها لرؤية الله -عز وجل-، الصفات تبدل صفات قوية، حتى إن الكافر يبدل جلده كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا حتى إن الكافر ضرسه في النار مثل أُحد، إذن التنشئة تختلف، والمؤمنون ينشئون تنشئة قوية، طول آدم ستون ذراعا في الجنة، والعرض سبعة أذرع، جاء في حديث فيه ضعف، إذن التنشئة تختلف.

فقال الله لموسى لَنْ تَرَانِي يعني في الدنيا، ولم يقل: إني لا أُرى في الآخرة. يقول الإمام: فأيهما أولى أن يُتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- أم يتبع الجهمي؟ أيهما أولى أن يتبع؟ النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: إنكم سترون ربكم أم قول الجهمي حين قال: إن الله لا يُرى؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام