الجواب أما قوله: وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا يقول: نترككم في النار كما نسيتم، كما تركتم العمل للقاء يومكم هذا، وأما قوله: فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى يقول: لا يذهب من حفظه ولا ينساه.
نعم الله -تعالى- منزه عن النسيان لا ينسى شيئًا، كما في قوله: فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى لا يذهب من حفظه ولا ينساه -سبحانه وتعالى-، ومثل قوله تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا .
وأما وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا المراد بالنسيان الترك، نترككم في النار كما تركتم العمل للقاء يومكم هذا، هذا من باب المقابلة؛ قابل نسيانهم للعمل بتركهم في النار وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا أي نترككم في النار، نعاملكم معاملة المنسي، كما تركتم لقاء يومكم هذا يعني أنهم عوملوا معاملة المنسي؛ لأن الله تركهم، كما أن المنسي يترك عاملهم معاملة المنسي؛ لأنهم نسوا لقاء يومهم هذا، فلم يعملوا للقاء، لم يعملوا لهذا اليوم العظيم، فلما لم يعملوا صاروا كأنهم ناسين، فعوملوا معاملة المنسي، فتركوا في النار كما يترك المنسي، وإلا سبحانه تعالى لا يلحقه النسيان.