فهرس الكتاب
الصفحة 80 من 180

القرآن ذات الله أم غير الله

ثم إن الجهمي ادّعى أمرا آخر -وهو من المحال- فقال: أخبرونا عن القرآن أهو الله تعالى أو غير الله؟ فادعى في القرآن أمرا يوهم الناس؛ فإذا سُئل الجاهل عن القرآن: أهو الله أو غير الله؟ فلا بد له من أن يكون بأحد القولين، فإن قال: هو الله؛ قال له الجهمي: كفرت، وإن قال: غير الله؛ قال: صدقت، فلم لا يكون غير الله مخلوقا؟ فيقع في نفس الجاهل من ذلك ما يميل به إلى قول الجهمي، وهذه المسألة من الجهمية هي من المغاليط.

هذه شبهة عقلية، الأولى شبهة شرعية، هذه شبهة للجهم عقلية من العقل، والأولى شبهة شرعية يعني مأخوذة من القرآن، هذه الشبهة يقول الجهم أخبرونا عن القرآن أهو الله أو غير الله؟ فلا بد أن تجيب بأحد الأمرين، فادعى في القرآن أمرا يوهم الناس؛ فإذا سُئل الجاهل عن القرآن أهو الله أو غير الله؟

فلا بد له من أن يقول بأحد القولين، فإن قال: هو الله، قال له الجهمي: كفرت، لماذا؟ لأنك قلت بتعدد الخالق، الله والقرآن شيئان، قلت بتعدد الخالق، وإن قال: غير الله؛ قالوا: صدقت، وغير الله مخلوق؛ فلم لا يكون مخلوقا، هذه شبهة الجهمي، يقول لأهل السنة وغيرهم: هل القرآن هو الله أو غير الله؟ لو قلت: هو الله قال: كفرت؛ لأنك قلت بتعدد الخالق، وإن قلت: هو غير الله؛ قال: مخلوق، غير الله مخلوق، كل شيء غير الله فهو مخلوق.

الإمام -رحمه الله- يقول: يقع في نفس الجاهل من ذلك ما يميل به إلى قول الجهم فسيأتي جواب الإمام أحمد يقول: لا نقول هو الله ولا نقول هو غير الله، الله سماه كلاما؛ نسميه هو كلامه كما الله كما سماه الله، ولا نأتي بشيء من عند أنفسنا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام