فهرس الكتاب
الصفحة 176 من 180

الرد على الجهمي بالدليل العقلي

فقل: أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول: نعم، فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه؟ فإنه يصير إلى ثلاثة أقاويل، واحد منها: إن زعم"أن الله خلق الخلق في نفسه"كفر حين زعم أنه خلق الجن والإنس والشياطين في نفسه، وإن قال:"خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم"كان هذا أيضا كفرا حين زعم أنه دخل في مكان رجس قذر رديء، وإن قال:"خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم"رجع عن قوله أجمع، وهو قول أهل السنة

وهذا دليل عقلي من طريق السبر والتقسيم، يعني يقسم الأحوال التي يتصورها العقل، الجهمي يقول: إن الله في كل مكان، نقول له: الله حين خلق الخلق هل خلقه في نفسه أو خلقه خارجا من نفسه؟

مسألة العقل يتصور ثلاثة أشياء: إما أن يقول: خلقهم في نفسه، أو يقول: خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم، أو يقول: خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم واحدا من الثلاثة، ولا يتصور العقل أكثر من هذا.

فإن قال:"خلقهم في نفسه"كفر، لماذا؟ لأنه زعم أنه خلق الجن والإنس والشياطين في نفسه -نعوذ بالله-، وكذلك إذا قال:"إنه خلقهم خارجا عن نفسه ثم دخل فيهم"كفر أيضا؛ لأنه زعم أن الله دخل في مكان رجس قذر رديء -تعالى الله-، وإن قال:"خلقها خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم"ترك مذهبه، وقال بقول أهل السنة لا محيد له عن واحد من هذه الأقسام الثلاثة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام