قال أحمد -رضي الله عنه-: فلما خنقته الحجج قال: إن الله كلم موسى إلا أن كلامه غيره.
"فلما خنقته الحجج"يعني: الجهمي لما أُلزِم بالحجج، وصار كالشخص المخنوق، الذي خُنق نَفَسُه في الحلق، ما استطاع يجاوب لزمته الحجج وخنقته، مثل الشخص الذي خُنق حلقه بحبل أو غيره، ماذا قال؟
قال: الله كلم موسى وافق، إلا أن كلامه غيره، جاء من جهة أخرى، فيراوغ كما يروغ الثعلب، في الأول يقول: إن الله ما كلم موسى فلما خنقته الحجج قال: الله كلم موسى إلا أن كلام الله غير الله، فقلنا: وغيره مخلوق؟ قال: نعم، وغيره مخلوق. جاء من جهة أخرى، قال: هذا مثل قولكم الأول، إلا أنكم تدفعون الشنعة عن أنفسكم.