فهرس الكتاب
الصفحة 154 من 180

صفات الله كلها أزلية

ولا نقول: إنه قد كان لا يتكلم حتى خلق كلاما، إنه قد كان لا يعلم حتى خلق علمًا، ولا نقول: إنه قد كان ولا قدرة حتى خلق لنفسه قدرة، ولا نقول: إنه قد كان ولا نور له حتى خلق لنفسه نورًا، ولا نقول: إنه قد كان ولا عظمة حتى خلق لنفسه عظمة.

نعم، بل نقول: إن الله -تعالى- لم يزل متصفًا بالصفات، لم يزل يتكلم، ولم يزل قادرًا، ولم يزل عالمًا، ولم يزل له نور -سبحانه وتعالى-، صفة من صفاته، ولا نقول كما تقول الجهمية الجهمية يقولون: إنه لا يتكلم حتى خلق لنفسه كلاما.

هذا باطل، بل نقول: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء. والجهمية يقولون: إنه لا يعلم حتى خلق لنفسه علمًا. هذا باطل، بل نقول: إن الله لم يزل عالمًا.

والجهمية يقولون: إنه قد كان ولا قدرة له حتى خلق لنفسه قدرة. وهذا باطل، بل إن الله -تعالى- لم يزل قادرًا، ولم يزل عالمًا، ولم يزل سميعًا.

ولا نقول: إنه قد كان ولا نور له حتى خلق لنفسه نورًا؛ هذا باطل؛ لم يزل الله متصفا بصفاته، ومن صفاته النور، وهو غير النور المخلوق الذي احتجب به عن خلقه.

ولا نقول: إنه قد كان ولا عظمة له حتى خلق لنفسه العظمة لا، كل هذا نفي لأقوال الجهمية

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام