فهرس الكتاب
الصفحة 133 من 180

أسئلة وفتاوى

فالحمد الله الذي لم يجعلنا مثل جهم وشيعته، وجعلنا ممن اتبع، ولم يجعلنا ممن ابتدع، والحمد الله وحده.

هل آيات الصفات من المتشابه أم من المحكم ؟ وإذا لم تكن من المتشابه فما معنى قول إمام أهل السنة عن الجهم إنه وجد ثلاث آيات في القرآن من المتشابه، وذكر: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ؟

آيات الصفات ليست متشابهة، بل محكمة، معناها محكم، لكن الكيفية لا يعلمها إلا الله، أما معناها معلوم، كما قال الإمام مالك"الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب"الاستواء هو الاستقرار والصعود والعلو، السمع نعرف أن السمع وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ضد الصمم، والبصر ضد العمى.

نعرف المعنى، معاني الصفات معلومة، العلم ضد الجهل وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ آيات الصفات معلومة، وكذلك أحاديث الصفات، لكن المجهول الكيفية، لا نعلم كيفية اتصاف الله بصفاته، كيفية الاستواء، كيفية العلم، كيفية السمع، أما المعاني معروفة كما قال الإمام مالك"الاستواء معلوم، والكيف مجهول".

وقوله إنه وجد ثلاث آيات من المتشابه، يعني بالنسبة إليه، التشابه نسبي، قد يكون متشابها عند بعض الناس وليس متشابها عند البعض الآخر.

الواو التي قبل قوله تعالى: وأبكارا ذكر أن هذه الواو تسمى واو الثمانية عند النحاة، فهل هذا يصح؟ وهل يكون معارضا لقول الإمام أحمد -رحمه الله-؟

ما المراد بواو الثمانية؟ المعروف أنها تسمى واو الفصل، ويقولون: إن واو الفصل في بعض المواضع أحسن من واوات الرأس. كان العدد مسلمات.... وأبكارا، المقصود سبقها سبعة أوصاف، المقصود أن الواو فاصلة؛ لأن الثيب غير البكر، والبكر غير الثيب.

استغلق فهمي عن فهم مسألة التسلسل، التسلسل في الفاعلين، والتسلسل في المفعولات، وما هي الوسيلة لفهم ما أشكل في فهم مسائل العقيدة المشكلة؟

هذه المسائل عويصة، ينبغي لك أن تقرأ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء .

اقرأ هذه الآيات، واستعن بالله، واترك البحث في هذه المسائل، قد يتعب ذهنك الآن، وقد يجعلك في حيرة، وإن كنت طالب علم فاقرأ في مسألة التسلسل لشيخ الإسلام ابن تيمية في عدد من كتبه، مثل منهاج السنة وغيرها، وكذلك كلام ابن القيم في النونية وفي غيرها.

قلتم بأنه لا يجوز القول بأن الله شيء لا كالأشياء، فبم نفسر قوله: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ وقوله تعالى: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ ؟

ما فيه إشكال كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ نقول: إن الذي يقول: إن الله شيء لا كالأشياء ينفي أن يكون الله شيئا، وهذا فيه إثبات أن الله شيء قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ هذا استدل به الإمام البخاري على أن الله يسمى شيء.

الجهم يقول: شيء لا يشبه الأشياء، والشيء الذي لا يشبه الأشياء لا وجود له، لا بد من إثبات نوع من الشبه، وهو المشابهة في الذهن عند القطع عن الإضافة، فالذي يقول: إن الله لا يشبه المخلوقات بوجه من الوجوه، أو لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه، معناها أنكر وجود الله، لا بد أن تثبت شيئا وجه من وجوه الشبه، وهذه الآيات ما تنافي هذا.

ما الدليل على أن كلمة"محدث"في الآية أنها صفة ذم، وهل ينصرف الذم إلى ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

هو قصده الخلق كلمة محدث الحدث بالنسبة لو وصف كلام الله محدث، بمعنى مخلوق، هذا ذم لا شك، لكن بالنسبة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهو مخلوق، وكلامه مخلوق، فلا إشكال، ينصرف هذا إلى ما يليق به الخلق، يليق بالرسول، ولا يليق بكلام الله، هذا المقصود.

هل يصح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في حجة الوداع: إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ؟

نعم هذا ثابت في حديث أبي بكرة

يقول السائل: وما معنى"استدار كهيئته"؟

قال العلماء: إن المشركين كانوا يؤخرون محرم إلى صفر حتى يستبيحون القتال فيه، ويؤخرون صفر إلى ربيع، وهكذا، فتداخلت السنة عليهم، فاستدار الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وعاد كل شهر مكانه في الحجة التي حج فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ذو الحجة في ذي الحجة، ومحرم في محرم.

استدار الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، كل شهر كان في مكانه بعد الدوران الذي حصل من لخبطة المشركين.

فضيلة الشيخ -وفقكم الله-: لم يتبين لنا تفسير قوله تعالى: وَرُوحٌ مِنْهُ

روح من الأرواح التي خلقها الله منه، يعني: من أمره، روح من الأرواح التي خلقها الله بأمره بكلمة"كن".

ما حكم إضافة جميع المخلوقات إلى خالقها؟

لا بأس، يقال: أرض الله، وسماء الله، وبيت الله، وأحيانا يكون فيه تشريف، يضاف إضافة تشريف زيادة على الخلق، مثل: عبد الله، وروح الله، وكلمة الله، وبيت الله، إضافة تشريف، وأحيانا يكون إضافة المخلوق إلى خالقه بدون تشريف، مثل: أرض الله، وسماء الله.

وهناك أشياء لا يجوز إضافتها للخالق قولا كقول: كلب الله، ونحوها.

هذا ما يضاف إلى الله، والشر كذلك لا يضاف إلى الله، ولهذا قال الله عن الجن: أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ الشر لا يضاف إلى الله، وإن كان الله خلق الخير والشر.

ما رأي فضيلتكم في كتاب الحيدة، حيث فيه نقاش لآراء المعتزلة وردود شرعية وعقلية، وهل نسبته صحيحة أم لا؟

طيب، كتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني، الرد على بشر المريسي طيب ومناظرة جيدة، والظاهر مشهور، أنا ما أعرف، لكن التشكيك هذا كثير من الناس بعض المعتزلة يشككون في كثير من الرسائل؛ حتى لا يثبت الرد عليهم، مشهور ذكره العلماء - شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره- أثبتوا أنه لعبد العزيز الكناني لكن كثير من المعتزلة والجهمية يشككون، يقولون: ليست له؛ حتى لا يثبت الرد عليهم.

سمعنا أن لكم تحقيقا لكتاب الرد على الزنادقة فهل هو موجود في الأسواق أم أن خروجه قريب؟

لا أبدا، هذا هو الرد على الزنادقة هذا هو الكتاب، وهذا هو الشرح، هذا أول مرة، ما رأيت شرحا لهذا الكتاب، هذه رسالة عظيمة، لم أر أن أحدا شرح هذه الرسالة، فتكون الكلمة التي تكلمنا فيها تبين بعض المعنى.

أحسن الله إليكم، نرجو منكم الإحالة على كتاب يسهل على طالب العلم فهم مسألة: أن القرآن ليس بمخلوق، وكذلك إن كان هناك رسائل في الأشاعرة والجهمية والقدرية والطوائف المشهورة؛ ليسهل معرفة أخطائهم، وجزاكم الله خيرا.

موجود، تقرأ في شرح الطحاوية فيه مناقشة لهذا الكلام، ومناقشة القرآن مخلوق، وكلام ابن القيم -رحمه الله- في مختصر الصواعق، وفي كثير من كتبه في القصيدة النونية، وفي غيرها.

فضيلة الشيخ: إنني أعرف جماعة من هذه الفئة وناقشتهم، وهناك بعض أقوالهم لم أعلم لها ردا منهم، وهي قولهم: إن الله مادي -أي محسوس- أو غير مادي؟

ما ينبغي أن يقال هذا الكلام، هذا الكلام من أبطل الباطل، الله تعالى قال: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا لا أحد يعلم كنه الله وكيفيته وحقيقته إلا هو -سبحانه وتعالى-، كما قال: اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ هذا هو وصف الله -عز وجل- كلمة الإخلاص.

الله تعالى معلوم بأسمائه وصفاته -سبحانه وتعالى-، وله ذات لا تشبه الذوات، وله صفات لا تشبه الصفات، وله نفس كما سمعنا في الآيات: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ لا تشبهه الأنفس.

بالنسبة لعلو الله تعالى يتخيلون أن له حيزا أم مكانا، والمكان مخلوق، فكيف نجيب على هؤلاء؟

المخلوقات انتهت، سقفها عرش الرحمن، هذا آخر المخلوقات، وما فوق العرش ليس هناك مخلوق، والله تعالى فوق العرش بعد أن تنتهي المخلوقات، ما فيه حيز مخلوق، المخلوقات نهايتها وسقفها عرش الرحمن، والله تعالى فوق العرش، بعد أن تنتهي المخلوقات.

وقالوا أيضا: الله خالق كل شيء، إن الله خلق الأشياء، وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ أي عليم بالأشياء الموجودة، والذي غير موجود لا يسمى شيء، فالله لا يعلم غير الأشياء الموجودة.

الله يعلم ما كان وما يكون في المستقبل، وما لم يكن لو كان كيف يكون، حتى الأشياء التي لم تكن قال تعالى: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ أخبر الله بحالهم، قال عن المنافقين: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا هذا علم الله بما لم يكن لو كان كيف يكون، الله تعالى عليم بكل شيء، وعلى كل شيء قدير.

فضيلة الشيخ: ما الفرق بين القضاء والقدر ؟

يطلق أحدهما على الآخر، وهناك فروق بينهما ذكرها العلماء، ترجع إلى كتب اللغة، وكتب السنة التي فرقت بينهما، ويطلق أحدهما على الآخر، لكن هناك فرق دقيق.

عندما نتحدث مع بعض الناس عن فوائد البلاء وضرورة الصبر يردون علينا بهذا القول: ما بال الأطفال يبتلون ويعذبون بهذه الأمراض، وما الحكمة من تعذيب الأطفال بهذه الأمراض؟

الله تعالى له الحكمة البالغة، وله الأسرار إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وكذلك خلقه الحيات والعقارب والكلاب والثعابين، له الحكمة البالغة في ذلك، الحكم تتعلق بالأحياء، وبالصغار وبالكبار، أنت تبتلى إذا مرض صبي الآن، تكون مصيبة عليك، هل تقول: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ؟ هل تجزع؟ هل تتسخط؟ هل تشكر الله؟ ترفع درجاتك وتكفر خطاياك من الصبي الذي يمرض الآن، هذا يتعلق بك أنت -الكبير-، هل تصبر وتقول: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ؟ أو تجزع وتتسخط؟ وهل تكون من الصابرين؟ وماذا تعمل؟

حِكم وأسرار لله تعالى إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ لا يقع في ملك الله إلا ما هو مبني على الحكمة، خلق الله مبني على الحكمة، وأمره مبني على الحكمة، الله تعالى لا يخلق إلا لحكمة، ولا يأمر إلا لحكمة، ولا ينهى إلا لحكمة -سبحانه وتعالى-.

ذكر طول يوم القيامة في الكتاب والسنة، هل طوله طول حقيقي أم نظرا لشدته وكربه؟

طول حقيقي، ولكن الله ييسره على المؤمنين قال تعالى: فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ وييسر على المؤمن، وهو عسير على الكافر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام