فلما قال الله تبارك وتعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ فجمع بين ذكرين: ذكر الله، وذكر نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فأما ذكر الله إذا انفرد لم يجر عليه اسم الحدث، ألم تسمع إلى قوله: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ .
فإذا انفرد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه جرى عليه اسم الحدث، ألم تسمع إلى قوله: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ فذكر النبي له عمل، والله له خالق ومحدث.
إذن فقوله: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ المراد به ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ذكر الله الذي هو القرآن، فالحدث الذي هو الخلق وقع على ذكر النبي، ولم يقع على ذكر الله.