فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 180

التشكيك في نسبة الرسالة للإمام أحمد لا وجه له

يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، ونعوذ بالله من فتن الضالين.

ذكر شيخ الإسلام ذلك كله في تفسير سورة الإخلاص، وقال في منهاج السنة في المطبعة الكبرى الأميرية بصدد اختلاف أهل الكلام في الكتاب قال: وقد قال الإمام أحمد في خطبة مصنفه الذي صنفه في محبسه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله، قال:"الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى".

فساق خطبة الكتاب، ثم قال: وهم كما وصفهم أي الإمام أحمد -رحمه الله - فإن مختلفين أهل المقالات المذكورة في كتب الكلام إما نقلًا مجردًا وإما نقلًا وبحثا وذكرًا للجدال مختلفون في الكتاب، كل منهم يوافق بعضا ويرد بعضا، ويجعل ما يوافق رأيه هو المحكم الذي يجب اتباعه، وما يخالفه هو المتشابه الذي يجب تأويله بدون تفريط.

ثالثًا: قال في الرسالة التدمرية: كان الأئمة كالإمام أحمد وغيرهم ينكرون على الجهمية وأمثالهم من الذين يحرفون الكلام عن مواضعه وتأويل ما تشابه عليهم من القرآن على غير تأويله، كما قال أحمد في كتابه الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله، وإنما ذمهم لكونهم تأولوه على غير تأويله، وذكر في ذلك ما يشتبه عليهم معناه، وإن كان لا يشتبه على غيرهم.

وذمهم على أنهم تأولوه على غير تأويله، ولم ينف مطلق التأويل -كما تقدم- من أن لفظ التأويل يراد به التفسير المبين لمراد الله به، فذلك لا يعاب، بل يُحمد، ويراد بالتأويل: الحقيقة التي استأثر الله بعلمها، فذلك لا يعلمه إلا هو، هذا ما ورد في بعض مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية من الاعتماد على كتاب الرد على الزنادقة والجهمية والتصريح بأنه للإمام أحمد بن حنبل يضاف إلى ذلك إتيان شيخ الإسلام في"بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية"أو نقض تأسيس الجهمية في كثير من نصوص هذا الكتاب:"الرد على الزنادقة والجهمية"، مع تعليقات قيمة على كل نص تلك نصوص لشيخ الإسلام نفسه.

وقد أكثر ابن القيم من نقل نصوصه أي:"الرد على الزنادقة والجهمية"في كتابه"اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية"فثبت بهذا ثبوتًا لا يدع مجالًا للشك أن هذا الكتاب للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.

وجزاه عن تأليفه خيرًا. والله تعالى ولي التوفيق، وهو حسبي ونعم الوكيل.

وبهذا يتبين أن هذه الرسالة -لا شك- أنها للإمام أحمد وأن التشكيك في إثباتها وفي نسبتها للإمام أحمد لا وجه له، وإنما يشكك في ذلك أهل البدع من الجهمية والمعتزلة حتى لا تثبت؛ لأنها رد عليهم، وإبطال لمعتقده ضلالهم.

والجهمية والمعتزلة موجودون في كل زمان، وموجودون في هذا الزمان، وفي هذا الزمان يشككون في نسبة هذه الرسالة، ويقولون: إنها ليست للإمام أحمد كما شكك من سبقهم من إخوانهم من الجهمية والمعتزلة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام