فإذا قيل لهم: من تعبدون؟ قالوا: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق، فقلنا: هذا الذي يدبر أمر هذا الخلق هو مجهول لا يعرف بصفة، قالوا: نعم، فقلنا: قد عرف المسلمون أنكم لا تثبتون شيئًا بشيء، وإنما تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون.
يعني الإمام يقول: إذا قيل لهم -يعني الجهمية: من تعبدون؟ قالوا: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق، وهذا من نفاقهم، هم زنادقة منافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، يقولون: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق، ولكن من مدبر أمر هذا الخلق؟ لا وجود له، فقلنا: هذا الذي يدبر أمر هذا الخلق هو مجهول لا يعرف بصفة، قالوا: نعم، كيف تعبدون مدبر هذا الكون وهو مجهول؟ غير معلوم، على هذا يعبدون عدما.
إذا قيل لهم: من تعبدون؟ قالوا: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق، فقلنا لهم:هذا الذي يدبر أمر هذا الخلق هو مجهول لا يعرف بصفة، قالوا: نعم، فقال الإمام: قد عرف المسلمون أنكم لا تثبتون شيئا، لا تثبتون وجود الله بشيء من الأدلة، وإنما تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون، في الظاهر يقولون: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق، يريدون أن يخفوا كفرهم وزندقتهم ونفاقهم ، لكن في الباطن لا يثبتون شيئا.