وذلك أن الملائكة لم يسمعوا صوت الوحي، ما بين عيسى وبين محمد -صلى الله عليه وسلم- كذا وكذا سنة.
فلما أوحى الله إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- سمعت الملائكة صوت الوحي كوقع الحديد على الصفا؛ فظنوا أنه أمر من أمور الساعة، ففزعوا وخروا لوجوههم سجدا، فذلك قوله: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ .
حتى إذا فزع عن قلوبهم يقول حتى إذا انجلى الفزع عن قلوبهم رفعت الملائكة رؤوسهم فسأل بعضهم بعضًا فقالوا: ماذا قال ربكم؟ ولم يقولوا ماذا خلق ربكم ففي هذا بيان لمن أراد الله هداه.
كما في الحديث: إذا تكلم الله بالوحي سمعه جبريل فصعق جبريل وتصعق الملائكة، ثم يتخابر الملائكة فيقولون: ماذا قال ربكم؟ فيقولون: قال الحق كوقع الحديد على الصفا، يعني الصوت المسموع من كلام الله، هذا تشبيه للصوت المسموع من كلام الله، من باب التقريب، ليس المراد أن كلام الله كالحديد على الصفا، بل المراد تشبيه الصوت المسموع من كلام الله، ليس المراد تشبيه كلام الله بالحديد ولا بالصوت، صوت الحديد، بل المراد تشبيه الصوت المسموع من كلام الله كأنه يشبهه في القوة، نعم.