وأما قوله -عز وجل- هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ثم قال في آية أخرى: ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ فقالوا: كيف يكون هذا من الكلام المحكم، قال: هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ثم قال في موضع آخر: ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ فزعموا أن هذا الكلام ينقض بعضه بعضًا، فشكوا في القرآن.
هذه هي الشبهة الآن، شبهوا بالآيات وقالوا: إن القرآن ينقض بعضه بعضًا، الشبهة يقولون: إن الله قال: هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ وفي الآية الأخرى قال: ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إذًا ينطقون، وفي الآية الأخرى هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ قالوا: هذا تناقض، القرآن متناقض، في آية يقول: لا ينطقون، وفي آية يقول: يختصمون، هذه هي الشبهة، الجواب.