وأما قوله: إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان، أليس الله قال للسماوات والأرض: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ أتراها أنها قالت: بجوف وفم وشفتين ولسان وأدوات؟
رد عليهم بأدلة، قال: أما قولكم: إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان، فلو أثبتنا أن الكلام لله للزم أن نثبت له جوفا وفما وشفتين ولسانا، وهذا فيه تشبيه بالمخلوق.
يقول الإمام: إن عندنا أدلة تدل أن هناك بعض المخلوقات تكلمت وليس لها جوف ولا شفتان ولسان، وإذا أمكن أن يكون بعض المخلوقات تتكلم، ولا نعلم الكيفية، وليس لها جوف وفم وشفتان ولسان، فإمكان ذلك في الخالق من باب أولى.
هناك بعض المخلوقات تتكلم ولا نعلم الكيفية، ما ندري كيف، وليس لها لسان، ولا جوف، ولا شفتان، فالسماوات والأرض، قال الله -تعالى-: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا فأجابتا: قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ هل السماوات لها جوف أو فم أو شفتان؟ وهل الأرض لها كذلك؟