عيسى تجري عليه ألفاظ لا تجري على القرآن؛ لأنه يسميه مولودا، وطفلا، وصبيا، وغلاما، يأكل ويشرب، وهو مخاطب بالأمر والنهي، يجري عليه الخطاب والوعد والوعيد، ثم هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى
هل سمعتم الله يقول في القرآن ما قال في عيسى ؟ ولكن المعنى في قوله -جل ثناؤه-: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له"كن"فكان، فكان عيسى بـ"كن"، وليس عيسى هو"كن"، ولكن بـ"كن"كان، فـ"الكن"من الله قول، وليس الـ"كن"مخلوقا.
الجواب: يقول الإمام: إن عيسى تجري عليه ألفاظ لا تجري على القرآن لأنه يسميه مولودا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا يسميه مولودا، ثم سماه طفلا وصبيا وغلاما يأكل ويشرب، مخاطب بالأمر والنهي، يجري عليه اسم الخطاب والوعد والوعيد.
ثم هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى إن عيسى تجري عليه ألفاظ لا تجري على القرآن.
هل يجري على القرآن قول مولود وطفل وصبي وغلام، ويأكل ويشرب، ومخاطب بالأمر والنهي، من ذرية كذا وكذا؟ لا، هذه ألفاظ تجري على عيسى ولا تجري على القرآن، لكن المعنى في الآية التي استدللت بها أيها الجهمي، وهي قوله تعالى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له:"كن"، أن الله خلق عيسى بالكلمة"كن"، ليس عيسى هو الكلمة، عيسى مخلوق بالكلمة، قال الله له:"كن"فكان.
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ عيسى مخلوق بالكلمة، قال الله له:"كن"فوجد عيسى ليس عيسى الكلمة، بل هو مخلوق بالكلمة، فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له:"كن"فكان عيسى بـ"كن"، وليس عيسى هو"كن"الكلمة، ولكن بـ"كن"كان فالـ"كن"من الله قول وليست"كن"مخلوقا.
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ فالكلمة التي ألقاها إلى مريم هي"كن"لما ألقى الله كلمة"كن"وجد عيسى فكان عيسى بـ"كن"، يعني فوجد عيسى بكلمة"كن"وليس عيسى هو"كن"، ليس عيسى هو الكلمة كما تقوله النصارى ولكن بكلمة"كن"كان، يعني وجد عيسى فالـ"كن"من الله قول، وليست"كن"مخلوقا.
بعد ذلك ذكر الإمام -رحمه الله- ثلاثة أقوال في عيسى قول النصارى وقول الجهمية وقول المسلمين ثلاثة طوائف:
الجهمية قالوا: عيسى هو روح الله وكلمته، إلا أن الكلمة مخلوقة، كلمة"كن"مخلوقة.
والنصارى قالوا: عيسى جزء من الله، هو نفس الكلمة، ليس مخلوقا، ولكنه جزء من الله -نعوذ بالله-.
والمسلمون قالوا: عيسى خُلق بالكلمة.
ثلاث طوائف، لا بد تفرق بين المذاهب، عندنا ثلاثة مذاهب: مذهب الجهمية ومذهب النصارى ومذهب المسلمين