فهرس الكتاب
الصفحة 50 من 180

الرد على شبهتهم في القاسطين والمقسطين

أما قوله: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا يعني العادلون بالله الجاعلون له عدلا من خليقته فيعبدونه مع الله، وأما قوله: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ يقول: اعدلوا فيما بينكم، وبين الناس إن الله يحب الذين يعدلون، وقال في آية أخرى: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ يعني: يشركون، فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة

إذًا جمع الإمام بينهما بأن المقسط غير القاسط، القاسط يعني العادل بالله، الجاعل له عدلا من خليقته، الذي يعبد معه غيره وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا يعني: الجائرون العادلون بالله، الجاعلون له عدلا من خليقته حيث عبدوا معه غيره، كما في الآية الأخرى: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ يعني: يشركون، القاسط هو الجائرالظالم المشرك بالله.

وأما المقسط فهو العادل، المقسطون هم العادلون، كما في الحديث، وهنا: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ أي: اعدلوا بين الناس، إن الله يحب الذين يعدلون، والخلاصة أن الجمع بينهما أن المقسط غير القاسط، القاسط هو الجائر الظالم، وأما المقسط فهو العادل، فهما ضدان، فالقاسط ضد المقسط.

ومنه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث في الصحيح: المقسطون -العادلون- على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم، وفي أهليهم، وما ولوا .

فإذًا هناك فرق بينهما: المقسط هذا العادل من أقْسَطَ يُقْسِط (الرباعي) ، والقاسط: الجائر من قَسَطَ الثلاثي، فالمقسط من فعله أقسط يقسط، فهو مقسط يعني عَدَل يعدل فهو عادل.

وأما القاسط فهي من قسط الثلاثي قسط يعني ظلم وجار، فإذا كانت من الثلاثي فهو الجور والظلم، ومن الرباعي فهو العدل كلمة واحدة يختلف معناها، فإذا جاءت من الثلاثي: قسط يعني ظلم وجار، فإذا كانت من الثلاثي فهو الجور والظلم ومن الرباعي فهو العدل كلمة واحدة يختلف معناها فإذا جاءت من الثلاثي قسط جار وظلم وأقسط عدل فهما ضدان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام