وقد حرم الله أن يقال عليه الكذب، وقد قال: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أعاذنا الله وإياكم من فتن المضلين.
ومن قال: إن القرآن مخلوق فقد كذب على الله، وهو داخل في هذا الوعيد، وهو قوله: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ومتوعد بأن يسود وجهه يوم القيامة.
وقد ذكر الله كلامه في غير ما موضع في القرآن فسماه كلاما ولم يسمه خلقا.
هذا الوجه الثاني من الرد: أن الله سمى القرآن كلاما ولم يسمه خلقا، وإذا كان الله سمى كلامه كلاما ولم يسمه خلقا؛ فلا يكون داخلا في قوله سبحانه: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فلا يكون مخلوقا، ومن قال إن القرآن مخلوق فقد كذب على الله وأعظم على الله الفرية.
وسيأتي أيضا أن الإمام وغيره يقول: من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر، يعني على العموم، أما الشخص المعين فلا يكفّر إلا إذا قامت عليه الحجة، إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، لكن على العموم: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
هكذا أطلق الأئمة العلماء - الإمام أحمد وغيره- من قال: إن القرآن مخلوق فهو كافر، فلان بن فلان قال: القرآن مخلوق، هل يكفر؟ نقول: إذا قامت عليه الحجة، ووجدت الشروط، وانتفت الموانع، قد يكون جاهلا ما يدري، فلا بد أن يعلم، قد يكون عنده شبهة فلا بد أن تكشف الشبهة، فإذا زال الجهل وزالت الشبهة وأصر حُكم بكفره، واضح هذا؟ هذا الشخص المعين.
أما على العموم فنقول: كل من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر، كفر أكبر، نسأل الله العافية.