شبهتهم في قول الكثيرين"أنا أول المسلمين" (تابع)
الجواب: أما قول موسى وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ فإنه حين قال: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قال الله: لَنْ تَرَانِي ولا يراني أحد في الدنيا إلا مات: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ يعني: أول المصدقين أنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات.
وأما قول السحرة: أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ يعني: أول المصدقين بموسى من أهل مصر من القبط.
وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ يعني: من أهل مكة فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة
يعني كل أولية محمولة على حال، فالأولية في قول موسى وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ يعني: أول المصدقين أنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات، وهذا بعد ماذا؟ لما سأل ربه الرؤية، قال الله: لَنْ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا بعد الصعق لما أفاق: قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ يعني أول المصدقين أنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات؛ لأنه صعق عليه الصلاة والسلام صعق، ثم أفاق من الصعقة.
وأما قول السحرة الذين آمنوا: أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ يعني: أول المصدقين، يعني: أول المصدقين، من أهل مصر من القبط أول المصدقين من أهل مصر فالأولية خاصة.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ يعني: من هذه الأمة، فكل آية محمولة على حالة، فلا إشكال.