فهرس الكتاب
الصفحة 31 من 180

شبهتهم في اختلاف مقدار يوم القيامة في القرآن (تابع)

قال رضي الله عنه، وأما قوله: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ فهذا من الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض، كل يوم كألف سنة، وأما قوله: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ وذلك أن جبرائيل كان ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويصعد إلى السماء في يوم كان مقداره ألف سنة، وذلك أنه من السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، فهبوط خمسمائة عام، وصعود خمسمائة عام، فذلك ألف سنة.

وأما قوله: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يقول: لو ولي حساب الخلائق غير الله ما فرغ منه في يوم مقداره خمسون ألف سنة، ويفرغ الله منه مقدار نصف يوم من أيام الدنيا، إذا أخذ في حساب الخلائق، وذلك قوله: وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ يعني: سرعة الحساب.

هذا هو جواب الإمام -رحمه الله- وجاء بآية ثالثة، وهي قوله: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ تكون الآيات ثلاث وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ والآية الأخرى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ والآية الثالثة: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ .

الإمام أحمد -رحمه الله- جمع بين هذه الآيات قال: إن آية الحج: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ هذا من الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض، كل يوم كألف سنة، يعني: الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض في قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ كل يوم مقداره ألف سنة.

هذا أحد الأقوال الذي اختاره الإمام -رحمه الله-، هناك قول آخر أن المراد مقداره كأيامنا هذه؛ لأن الله خاطبنا بما نعرف، والأصل هو هذا لكن الإمام اختار هذا القول.

وأما آية السجدة وهي قوله تعالى: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ قال: هذه في الدنيا، ما بين السماء والأرض، مسيرة خمسمائة سنة، كما في الحديث الآخر جاء في الحديث: أن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام .

كما في حديث العباس بن عبد المطلب وغيره: أن بُعْدَ ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة، وما بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة، وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة، وبين السماء السابعة بحر ما بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض، ثم بعد ذلك العرش .

وعلى هذا فيكون قوله عز وجل: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ جبريل ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويصعد، فنزوله مقداره خمسمائة، وصعوده مقداره خمسمائة، هذه ألف سنة.

فنزول الأمر من السماء، وعروجه إلى الله، الجميع ألف سنة، هذا معنى قوله: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ .

وذلك أن جبرائيل -عليه الصلاة والسلام- كان ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويصعد إلى السماء في يوم كان مقداره ألف سنة، وذلك أنه من السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، فهبوط خمسمائة عام، وصعود خمسمائة عام فلذلك أَلْفَ سَنَةٍ وأما قوله تعالى: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا يقول: لو ولي حساب الخلائق غير الله ما فرغ منه في يوم مقداره خمسون ألف سنة، ويفرغ الله منه مقدار نصف يوم من أيام الدنيا، إذا أخذ في حساب الخلائق، فذلك قول الله -عز وجل-: وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ وقال: وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ .

هذا الجمع بينها أحد الأقوال التي جمع بها الإمام وابن القيم -رحمه الله- ذكر -في القصيدة النونية في الكافية الشافية- ذكر الجمع بين هذه الآيات. بين آية السجدة يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ وآية المعارج وهي قوله عز وجل: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ .

قال فيها قولان مشهوران للعلماء:

أنَّ آية السجدة في الدنيا، اليوم هذا في الدنيا، ينزل جبريل بالوحي من الله، ويصعد إليه فنزول خمسمائة وصعود خمسمائة، كما قال الإمام، وأما آية المعارج فهي في يوم القيامة، قال هذا القول اختاره جماعة من أهل العلم، وقال: أيدوا هذا بأمرين وأن آية المعارج في يوم القيامة:

الأمر الأول: أن سياق الآية يدل على أنها في يوم القيامة. إذا قرأت الآية: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا سياق الآية يدل على أنه في يوم القيامة، هذا دليل.

والأمر الثاني: مما يؤيد أنه في يوم القيامة حديث: تعذيب مانع الزكاة يقول في الحديث الصحيح: ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صُفِّحَت له صفائح من نار، فأحمي بها جنبه وجبينه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة كلما بردت أعيدت عليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فَيُرَى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، ولا صاحب إبل ولا بقر لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة يسطح لها بقاع قرقر، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مر عليه أخراها رُدَّ عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد ثم يرى سبيله إما إلى وإما إلى النار .

قال: هذا الحديث فيه أن يوم القيامة مقداره خمسين ألف سنة، فهذا يؤيد أنهما يومان، وأن اليوم الأول الذي فيه تنزيل السجدة في الدنيا، واليوم الذي في سورة المعارج يوم القيامة في الآخرة.

القول الثاني: أنهما جميعًا في الدنيا، قال ابن القيم"القول الثاني: أنهما في الدنيا، وقال: إن آية تنزيل السجدة فيها أن الأمر ينزل من الله -عز وجل- ثم يصعد إليه، وأن مقدار ذلك ألف سنة؛ لأن الهبوط خمسمائة، والصعود خمسمائة."

وآية المعارج أيضًا في الدنيا ليست في يوم القيامة؛ وذلك أن المسافة مقداره خمسين ألف سنة من العرش إلى الأرض السابعة السفلى. مقدار خمسين ألف سنة، المسافة بين العرش إلى المركز الذي في قرار الأرض السابعة السفلى؛ لأن هناك مركز، المركز هو محط الأثقال؛ لأن السماوات والأرضين كلها مستديرة الشكل ليس لها جهات إلا جهتان: جهة العلو وجهة السفل، فالأرض مثلًا والسماوات والأفلاك كلها ليس لها إلا جهتان: جهة العلو وجهة السفل.

والأرض كروية، وكذلك السماوات بل جميع الأفلاك، قال تعالى: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ التكوير: التدوير، فقوله يدل على أن السماوات مستديرة والأرض مستديرة الشكل، والأفلاك المستديرة الثابتة ليس لها جهتان إلا جهة العلو وجهة السفل. ما فيه جهة أمام وخلف، أو يمين وشمال، أمام وخلف، يمين وشمال، وفوق وتحت، هذا للحيوانات المتحركة، للإنسان المتحرك، الآن أنا لي ستة جهات: أمام وخلف، ويمين وشمال، وفوق وتحت، هذه الجهات الست، لكن ليست ثابتة.

أمامي الآن هنا أمام، لكن لو تحركت واستدرت صار الخلف هو الأمام، والأمام هو الخلف، واليمين هو الشمال، والشمال هو اليمين. هذه غير ثابتة، لكن الأفلاك الثابتة السماوات والأرض، ليس لها إلا جهتان. جهة العلو وجهة السفل، فمثلًا الأرض مثل الكرة الآن، ليست مستديرة، لكنها تشبه البيضة، وليس لها إلا جهتان: جهة العلو، وجهة السفل.

كل ما عليها يسمى جهة علو، هنا علو من جميع الجهات، لكن من سعة الأرض، فيه ناس تحت، وناس فوق، الذي من هذه الجهة يتصور أن الذي هنا تحته، والذي هنا يتصور أن الذي هنا تحته، والواقع أن كلا منهم على علو الأرض بحيث إنك لو خرقت في الأرض خرق من هنا، ومن هنا في الأسفل للتقيا في المركز. لو نزل شخص من هنا، ونزل شخص من هذا التقت رجلاهما في المركز. هذا مركز الأرض، وهو محط الأثقال.

والآن كل من كان على ظهر الآن يسمى على جهتها، نحن الآن على ظهر الأرض. فيه ناس الآن يتصورون أنهم تحتنا الآن، وهم على ظهر الأرض من سعة الأرض.

لكن نحن فوق سطح الأرض، وهم على سطح الأرض، ولو خرقنا خرقا وهم خرقوا خرقا للتقيا في المركز الذي هو محط الأثقال.

كونك تتصور أن الأرض تحتك وهو يتصور لا غرابة فيه، كما أن النملة لما تمشي على السطح الآن. السطح فوقها، وهي تتصوره تحتها، تمشي عليه على رجليها هو تحتها وهو فوقها، فمحط الأثقال القرار في السماء السابعة السفلى هذا هو المحط.

يقول ابن القيم -رحمه الله-: إن المسافة من العرش إلى القرار الذي هو محط الأثقال مسافة خمسين ألف سنة، وعلى هذا تكون آية السجدة وآية المعارج كلها في يوم واحد، واختار ابن القيم هذا القول الثاني، قال: هذا هو القول الذي أختاره، وإن كان الأول اختاره الفطاحل من العلماء، لكني أختار هذا القول، ثم قال ذلك في آخر القصيدة قال:"أن هذا القول الآن لم ينضج عندي، وعندي فيه شك، وأعوذ بالله من القول على الله بغير علم".

قاله في آخر القصيدة في الأول قال: إنهما يومان، ثم بعد ذلك من شدة ورعه -رحمه الله ورضي عنه- قال:"إن هذا القول الثاني يعني: عندي فيه شك لم ينضج بعد، وأعوذ بالله من القول على الله بغير علم"والله أعلم بمراده.

لكن فعلى هما قولان: قول أنهما اليوم الأول في الدنيا والثاني في الآخرة. والقول الثاني أن اليومين كليهما في الدنيا. هذا بالنسبة من السماء إلى الأرض صعود وهبوط، وآية المعارج المسافة من العرش إلى قرار الأرض السابعة.

وهناك قول ثالث أيضًا ذكره الحافظ ابن كثير وهو أن المراد عمر الدنيا كله. فعمر الدنيا كلها خمسين ألف سنة.

وهناك قول رابع: وهو أن المراد بخمسين ألف سنة يوم فاصل بين الدنيا والآخرة، فذكر الحافظ ابن كثير في الجمع بين الآيتين أربعة أقوال: لكن هذان القولان الأخيران فيهما ضعف، والراجح القولان، وأرجح القولين الذي اختاره المحققون هو الذي تبين أن اليوم الأول الذي في سورة التنزيل، هذا في الدنيا، واليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة، هذا في الآخرة، هذا هو الراجح، وهذا هو الصواب. أصوب الأقوال الأربعة هو هذا. وكان الإمام أحمد -رحمه الله- أشار إلى هذا قال:"يقول لو ولي حساب الخلائق غير الله لكان مقدار خمسين ألف سنة"

وهذا هو الصواب الذي تدل عليه النصوص، والذي هو ظاهر الأدلة أن اليوم الأول في سورة تنزيل السجدة: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ هذا في الدنيا هبوط خمسمائة سنة، وصعود خمسمائة سنة، وأما اليوم الذي في سورة المعارج: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فالمراد به يوم القيامة بدليل سياق الآيات: إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا .

وبدليل تعذيب مانع الزكاة، وأنه يعذب في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

هل التنشئة يوم القيامة للأجساد هي تنشئة ذوات لا صفات أو العكس؟

سبق الكلام على هذا، وأن الله -تعالى- يوجد الذرات التي استحالت، والتبديل تبديل الصفات، نشأ الصفات والذوات هي هي، يعيدها الله. يعيد الذرات التي استحالت، ويركب من من عجب الذنب، وينشأ تنشئة أخرى قوية.

ما رأيك في رجل يظهر عليه علامات الالتزام، ويقول: ليست صلاة الجماعة واجبة، وعندما قلت له عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لقد هممت... إلخ يقول: همَّ ولم يفعل. وعندما أذكر له قول ابن مسعود -رضي الله عنه-:"وما يتخلف عنها..."فيقول: هذا من قول ابن مسعود أريد حديثًا، أو آية فما قولكم؟

هذا الأخ إن كان طالب علم وفهم هذا من النصوص، وطالب علم معروف بالالتزام، وهذا فهمه، فلا بأس له أن يفهم هذا الفهم، والعلماء الذين قال بعضهم: أن صلاة الجماعة ليست واجبة، قالوا: سنة معروف عنهم الالتزام والمحافظة، لكن قالوه من باب الورع، وحتى الذين قالوا سنة ملوم تاركها، فإذا كان طالب علم وظهر له الالتزام والصلاح فله ذلك.

أما إذا كان غير طالب علم، وليس عنده بصيرة، فليس له ذلك، والجواب عن هذا معروف: همَّ ولم يفعل؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بيَّن الذي منعه قال: لولا ما فيه من النساء والذرية لأحرقتها عليهم .

وقول ابن مسعود الصحابة أعلم الناس بكتاب الله -عز وجل- وبمراد رسوله -صلى الله عليه وسلم- قوله: وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق هذا هو فهم الصحابة ولا شك أن فهم الصحابة للنصوص أقرب من فهمنا لها، فينبغي للإنسان أن يكف عن هذا حتى ولو كان يرى هذا ينبغي أن يكف، لا يكون سبب في التهوين من شأن صلاة الجماعة، فإنه قد يقتدي به بعض الناس ممن هو ضعيف الإيمان.

هل يصح أن يقال القرآن صفة الله؟

نعم، كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته.

قال لنا بعض الأساتذة في مدرستنا: إن الأشاعرة والجهمية والمعتزلة وغيرهم إنما هم ليس عليهم شيء؛ لأنهم مجتهدون فما رأيكم؟

أما الجهمية فكفَّرهم خمسمائة عالم، كما ذكر ابن القيم

ولقد تقلد كفرهم خمسون في

عشر من العلماء في البلدان

وفي هذه الرسالة يسميهم الإمام الزنادقة الملاحدة، فالإمام أحمد كفَّرهم، ويقولون: القرآن مخلوق، وسيأتي في آخر الرسالة تكفيرهم، وأما المعتزلة ففيهم كلام لأهل العلم، كفرهم أيضًا كثير من العلماء، وبعض العلماء قال: إنهم مبتدعة، وتكفيرهم قول قوي؛ لأنهم يقولون: إن القرآن مخلوق، وينكرون صفات الله. ومعناه أن الله ليس له صفات، وإذا لم توجد الصفات، ولا الأسماء، لا وجود للذات، لا وجود للذات إلا بالأسماء والصفات، وأما الأشاعرة فهم مبتدعة معروف ينكرون بعض الصفات، والمعروف عند العلماء أنهم مبتدعة.

جاء في بعض الكتب أن المذاهب الفقهية في الإسلام خمسة: وهي الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، والجعفري، فما صحة ذلك؟

الجعفري"الرافضة"لا. بعضهم أضاف الزيدي.

المذهب الخامس الزيدي. نعم معترف به، الزيدية مبتدعة. أما الجعفرية رافضة، والرافضة لا يعتد بأقوالهم ولا كلامهم؛ لأن الرافضي وهو الإمامي لهم أسماء الجعفرية نسبة إلى جعفر الصادق ويسمون إمامية ويسمون اثني عشرية ويسمون رافضة هذه الأسماء كلها لمسمى واحد هم الرافضة الذين يسبون الصحابة ويكفرونهم ويفسقونهم، وهذا ردة عن الإسلام، لكن المذهب الخامس زيدي وليس الجعفري.

ما مصير الجهمية والزنادقة يوم القيامة؟

مصيرهم والعياذ بالله الزنادقة النار؛ كفرة مخلدون في النار، فالزنديق الملحد كافر، والجهمية كذلك على ما أقره أهل العلم، وكفروهم يعني على العموم، القول بالخلد في النار فرع عن التكفير، فمن قيل: إنه كافر معناه أنه يخلد في النار، نسأل الله العافية.

له أخ مريض بالسرطان -أعاذنا الله وإياكم من ذلك- يقول: نبحث عمن يرقيه، فهل في ذلك شيء من باب التوكل؟

لا بأس إذا كانت الرقية شرعية وليس فيها شعوذة، هذا مطلوب، لكن ترك الرقية أولى، السبعون ألفًا لا يطلبون أحدًا يرقيهم، لكن لو رقاه من دون طلب لا بأس، وهي جائزة، ولا سيما عند الحاجة، مباحة مشروعة إذا كانت بأسماء الله وصفاته، أو بأدعية شرعية مباحة، ولا محذور فيها، لا يذهب عند المشعوذين. يرقونه الناس الطيبين، يرقونه بكتاب الله، أو بأسماء الله وصفاته، أو بأدعية شرعية أو مباحة فلا بأس.

بعض طلبة العلم يقولون: إن الحاكم الذي لا يحكم بالشريعة فهو كافر على الإطلاق، فهل هذا القول صحيح، وهل يجوز الخروج عليهم؟

هذه المسألة فيها تفصيل، إذا حكم بغير الله معتقدًا حله، وأنه حلال، وأنه يجوز له الحكم بغير الشريعة. نعم. أما إذا لم يعتقد ذلك، فقد يكون له شبهة. في هذا الأصل أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أصغر لا يخرج من الملة، إلا إذا استحله، ورأى أنه حلال، وأنه يجوز الحكم بغير شرع الله، هذا ردة.

هل حصلت مناظرة بين الإمام أحمد والزنادقة أم أن هذا الكتاب قيل على لسانهم؟

الإمام أحمد كتب في الرد عليهم، حصل له مناظرة مع أحمد بن أبي دؤاد وغيره، ناظرهم لكن كل هذا الكلام مناظرة، لا يلزم أن يكون كل هذا الكلام مناظرة، لكن كتب هذا الكتاب في الرد عليهم، وهو ابتلي بهم -رحمه الله- حصل له مناظرة معهم، وكتب هذا في الرد عليهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام