شبهتهم في نطق وبكم أهل النار في القرآن (تابع)
الجواب: أما تفسير وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ فإنهم أول ما يدخلون النار يكلم بعضهم بعضًا وينادون: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ويقولون: رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا فهم يتكلمون حتى يقال لهم: اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ فصاروا فيها عميًا وبكمًا وصمًا، وينقطع الكلام، ويبقى الزفير والشهيق، فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة من قول الله.
إذاً الجواب أنه ليس في كلام الله تناقض، بل كلام الله يصدق بعضه بعضًا، وإنما كل آية محمولة على حال، ففي الحال الأولى الوقت الأول حين دخولهم النار يتكلمون، وينادي بعضهم بعضًا، وينادون مالك خازن النار ويقولون: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ وينادي أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وينادي أصحاب الجنة أصحاب النار أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا .
وينادون: رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ويقولون: رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا يتكلمون في أول الأمر، ثم بعد ذلك يقول الله لهم: اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ فعند ذلك يصيرون عميًا وبكمًا وصمًا، وينقطع الكلام، ولا يبقى إلا الزفير والشهيق، نسأل الله السلامة والعافية.