فهرس الكتاب
الصفحة 31 من 222

* قال حذيفة -رضي الله عنه-: (كان الناس يسألون رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشرّ، فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال:"نعم"قلت: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال:"نعم، وفيه دخن"قلت: وما دخنه؟ قال:"قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر". قلت: فهل بعد ذلك الخير من الشر؟ قال:"نعم دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها". قلت: يا رسول صفهم لنا، قال:"هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا"فقلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:"تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال:"فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعضّ بأصل شجرة حتى يُدركك الموت وأنت على ذلك" [1] .

* وفي لفظ لمسلم عن أبي سلام، قال: (قال حذيفة بن اليمان: قلت يا رسول الله، إنا كنا بشرٍّ فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شرٌ؟ قال:"نعم"، قلت: كيف؟ قال:"يكون بعد أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنّون بسنتي وسيقوم فيهم رجال، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس"قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال:"تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع" [2] .

* وفي لفظ لأحمد وأبي داود:"كان الناس يسألون رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الخير وأسأله عن الشرّ، وعرفت أن الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شرّ، قال:"يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه"-ثلاث مرات- قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشرّ خير؟ قال:"هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء". قال: قلت: يا رسول الله الهدنة على دخن ما هي؟ قال:"لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه"، قال قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شرّ؟ قال:"فتنة عمياء صمّاء، عليها دعاة على أبواب النار، وأنت أن تموت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدًا منهم" [3] ."

* وفي لفظ عن خالد اليشكري -وذكر القصة- قال: وحدّث القوم (أي حذيفة) فقال: إن الناس كانوا يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشرّ، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال لهم: إني سأخبركم بما أنكرتم من ذلك: جاء الإسلام حين جاء، فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية، وكنت قد أعطيت في القرآن فهمًا، فكان رجال يجيئون فيسألون عن الخير، فكنت أسأله عن الشر، فقلت: يا رسول الله، أيكون بعد هذا الخير شرّ كما كان قبله شرّ؟ فقال:"نعم"قال: قلت: فما العصمة يا رسول الله؟ قال:"السيف"، قال: قلت: وهل بعد هذا السيف بقية؟ قال:"نعم، إمارة على أقذاء وهدنة على دخن". قال: قلت: ثم ماذا؟ قال:"ثم تنشأ دعاة الضلالة، فإن كان لله يومئذ في الأرض خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فالزمه، وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة". قال: قلت: ثم ماذا؟ قال:"يخرج الدجال بعد ذلك .... الحديث" [4] .

(1) البخاري ومسلم.

(2) مسلم.

(3) أحمد وأبو داود.

(4) أحمد وأبو داود.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام