فهرس الكتاب
الصفحة 191 من 222

النوع الأول: من يكون قد خالف السنة بعد اجتهاد شرعي معتبر، و لكنه خاطئ، أو لتأويل بعيد - خاصة مع إيراد الشبهات المخالفة - دون أن يكون قصده مخالفة الله ورسوله. بل يكون مؤمنا باطنا وظاهرا بالله و رسوله.

والنوع الثاني: يكثر في المتأخرين الذين قل اعتمادهم على القرآن والسنة، ولجأوا إلى مقالات ابتدعها شيوخهم دون أن يعلموا حقيقتها ومآلاتها، ولو علموا مخالفتها للسنة لرجعوا عنها ولم يقولوا بها.

والنوع الثالث: من يكون قد خالف السنة لنوع من الجهل والظلم والهوى مع ما يصاحب ذلك من البغي والعدوان أو الفسق والمعصية.

* وهذه الأصناف السابقة أصحابها ليسوا كفاراً ولا منافقين بل مؤمنين بالله ورسوله باطنا وظاهرا. حتى إن بعضهم قد يخالف السنة وهو يدافع عنها ضد أعدائها، فيرد بدعة كبيرة ببدعة صغيرة، اجتهادا منه دون أن يتعمد أن يقدم بين يدي الله و رسوله.

* بل هؤلاء غايتهم إما أن يكونوا: مجتهدين مخطئين مغفوراً لهم خطؤهم، لأن مقصودهم متابعة الرسول حسب إمكانهم، فمنهم من يخالف السنة في أمور عظيمة، و منهم من يخالفها في أمور دقيقة، دون أن يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه و يعادون. وإما أن يكونوا مفرطين فيما يجب عليهم من اتباع القرآن والسنة أو متعدين حدود الله بسلوك السبل التي نهى عنها. أو متبعين لهوى بغير هدى الله، فهؤلاء ظالمون لأنفسهم، وهم من أهل الوعيد، الذين تختلط معهم الحسنات و السيئات.

والنوع الرابع: من المخالفين للسنة: المنافقون الزنادقة الذين يبطنون الكفر والغل والغيظ على المسلمين، ويكثر هؤلاء في الرافضة و الجهمية ممن يكون أصل زندقته عن الصابئين والمشركين، فيكون مواليا لهم بالمحبة والتعظيم والموافقة. فهؤلاء كفار في الباطن، ومن علم حاله فهو كافر في الظاهر - أيضا -.

والنوع الخامس: المشركون الضالون من عباد الأضرحة والشيوخ والموتى والأصنام والأوثان عموماً، ومن أصحاب عقائد الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، فهؤلاء يستتابون عن شركهم إذا أظهروه، وإلا فتضرب أعناقهم ويقتلون كفارا مرتدين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام