فهرس الكتاب
الصفحة 19 من 222

وبالرغم من أن الله -عز وجل- قد أمر أهل هذه الملة بالتجمع على هذا الحق، وحذرهم من التفرق والاختلاف، كما حدث للأمم السابقة، فقال- تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [سورة آل عمران، الآية: 103] . وقال -تعالى-: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة آل عمران، الآية: 105] . وقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ( [سورة الأنعام، الآية: 159] .

يقول ابن كثير: (وقوله -تعالى-: ولا تفرقوا: أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة، وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق، والأمر بالاجتماع والائتلاف ... ، وقوله -تعالى-:(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) . يعني يوم القيامة حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة: وتسود وجوه أهل البدعة و الفرقة) [1] ا. ه.

ويقول ابن كثير في آية: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) ... قوله: (وَكَانُوا شِيَعاً) قال: هم الخوارج، وقيل: هم أصحاب البدع، والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله، وكان مخالفًا له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه، (وَكَانُوا شِيَعاً) . أي فرقا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات فإن الله -تعالى -قد برأ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مما هم فيه ... ) [2] أهـ.

(1) مختصر ابن كثير ج1 ص305 - 307.

(2) مختصر ابن كثير ج2 ص637/ 638.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام