ولّما كانت خلافة الإنسان في الأرض مشروطة بشرطها، وهو الالتزام بطاعة الرب والملك، وصاحب الأمر والنهي، من تحقيق أوامره، طمعًا في ثوابه، واجتناب نواهيه، خوفًا من عقابه، كل ذلك في إطار من التوقير والمحبة والتعظيم، كانت قضية خلافة الإنسان في الأرض هي نفسها قضية عبادة الإنسان لله القاهر فوق عباده. يقول الله- سبحانه وتعالى-:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ". [سورة الذريات، الآية: 56] .
يقول ابن تيميه:"فيعبد في كل زمان، بما أمر به في ذلك الزمان" [1] . أ هـ.
ويقول ابن كثير:"ومعنى الآية أنه- تبارك و تعالى -خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذَّبه أشد العذاب" [2] .
(1) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 41.
(2) مختصر تفسير ابن كثير ج 3 ص387.