4-أهل السنة والجماعة يحافظون على الجماعة، ويلتزمون الطاعة في المعروف:
وأهل السنة عندما يحافظون على الجماعة، ويلتزمون الطاعة، يفعلون ذلك من منطلق العلم الشرعي والعمل به، ولذلك -من المنطلق نفسه- فهم يُطيعون في طاعة الله، ولا يطيعون في معصية الله.
* (إنَّ الطَّرِيقَةَ الْوُسْطَى الَّتِي هِيَ دِينُ الْإِسْلَامِ الْمَحْضِ، جِهَادُ مَنْ يَسْتَحِقُّ الْجِهَادَ -كَهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمَسْئُولِ عَنْهُمْ [1] - مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ وَطَائِفَةٍ هِيَ أَوْلَى بِالْإِسْلَامِ مِنْهُمْ، إذَا لَمْ يُمْكِنْ جِهَادُهُمْ إلَّا كَذَلِكَ، وَاجْتِنَابُ إعَانَةِ الطَّائِفَةِ الَّتِي يَغْزُو مَعَهَا عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ. بَلْ يُطِيعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَلَا يُطِيعُهُمْ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ. إذْ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقِ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. وَهَذِهِ طَرِيقَةُ خِيَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، وَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ. وَهِيَ مُتَوَسِّطَةٌ بَيْنَ طَرِيقِة الحرورية وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ يسلك مَسْلَكَ الْوَرِعِ الْفَاسِدِ النَّاشِئِ عَنْ قِلَّةِ الْعِلْمِ، وَبَيْنَ طَرِيقَةِ الْمُرْجِئَةِ وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ يَسْلُكُ مَسْلَكَ طَاعَةِ الْأُمَرَاءِ مُطْلَقًا وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَبْرَارًا) ج 28 ص508.
(1) هم التتار الذين قدموا إلى الشام سنة 699هـ، وكانوا قد انتسبوا إلى الإسلام، وتكلموا بالشهادتين مع بقائهم بتحكيم الياسق فيما بينهم -وهو كتاب مجموع من الأحكام السماوية وبعضاً مما وضعه جنكيز خان برأيه وهواه فصار فيه بنيه شرعاً متبعاً، يقضون به في الأعراض والدماء- انظر: مجموع الفتاوى ج28 ص501.