5 -أهل السنة يحملون أمانة العلم وأمانة المحافظة على الجماعة:
وأهل السنة والجماعة إذن يحملون أمانة مزدوجة لا يقل ثقل إحداهما عن الأخرى، الأولى أمانة العلم والالتزام والدعوة والجهاد، والأخرى أمانة المحافظة على الجماعة المسلمة بمعناها العام والشامل. وهم يسيرون في ذلك بميزان دقيق على هدي من الشرع الحكيم وحده، متحررين من سلطة الهوى وإلف العادة، وسيطرة المذهب أو الطريقة أو الطائفة أو ما شابه ذلك.
* (إِنَّمَا الْوَاجِبُ بَيَانُ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ، وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ، وَتَبْلِيغُ مَا جَاءَ بِهِ الرُّسُلُ عَنْ اللَّهِ، وَالْوَفَاءُ بِمِيثَاقِ اللَّهِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ. فَيَجِبُ أَنْ يَعْلَمَ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَيُؤْمِنَ بِهِ، وَيُبَلِّغَهُ، وَيَدْعُوَ إلَيْهِ، وَيُجَاهِدَ عَلَيْهِ، وَيَزِنَ جَمِيعَ مَا خَاضَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ فِي الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، غَيْرَ مُتَّبِعِينَ لِهَوَى: مِنْ عَادَةٍ أَوْ مَذْهَبٍ أَوْ طَرِيقَةٍ أَوْ رِئَاسَةٍ أَوْ سَلَفٍ، وَلَا مُتَّبِعِينَ لِظَنِّ: مِنْ حَدِيثٍ ضَعِيفٍ أَوْ قِيَاسٍ فَاسِدٍ -سَوَاءً كَانَ قِيَاسَ شُمُولٍ أَوْ قِيَاسَ تَمْثِيلٍ- أَوْ تَقْلِيدٍ لِمَنْ لَا يَجِبُ اتِّبَاعُ قَوْلِهِ وَعَمَلِهِ. فَإِنَّ اللَّهَ ذَمَّ فِي كِتَابِهِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ، وَيَتْرُكُونَ اتِّبَاعَ مَا جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ مِنْ الْهُدَى) ج12 ص 467.