9 -أهل السنة والجماعة يعملون على تأليف القلوب واجتماع الكلمة:
وأهل السنة والجماعة يعملون دائماً في إطار من الاجتماع والتآلف ومحبة الخير لكل المسلمين، والعفو والتجاوز عن إساءة المسيء و خطأ المخطئ، ودعوته إلى الصواب، والدعاء بالهداية والرشاد والمغفرة.
* (وَتَعْلَمُونَ أَنَّ مِنْ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِمَاعِ الدِّينِ: تَالِيفَ الْقُلُوبِ، وَاجْتِمَاعَ الْكَلِمَة، ِ وَصَلَاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- يَقُولُ:(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) .. وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ الَّتِي تَامُرُ بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف، وَتَنْهَى عَنْ الْفُرْقَةِ وَالِاخْتِلَافِ، وَأَهْلُ هَذَا الْأَصْلِ: هُمْ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ كَمَا أَنَّ الْخَارِجِينَ عَنْهُ هُمْ أَهْلُ الْفُرْقَةِ، وَجِمَاعُ السُّنَّةِ: طَاعَةُ الرَّسُولِ.
وإنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ يُؤْذَى أَحَدٌ مِنْ عُمُومِ الْمُسْلِمِينَ - فَضْلًا عَنْ أَصْحَابِنَا - بِشَيْءِ أَصْلًا: لَا بَاطِنًا وَلَا ظَاهِرًا. وَلَا عِنْدِي عَتْبٌ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ وَلَا لَوْمٌ أَصْلًا. بَلْ لَهُمْ عِنْدِي مِنْ الْكَرَامَةِ وَالْإِجْلَالِ وَالْمَحَبَّةِ وَالتَّعْظِيمِ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا كَانَ، كَلٌّ بِحَسَبِهِ وَلَا يَخْلُو الرَّجُلُ: إمَّا أَنْ يَكُونَ مُجْتَهِدًا مُصِيبًا، أَوْ مُخْطِئًا، أَوْ مُذْنِبًا. فَالْأَوَّلُ: مَاجُورٌ مَشْكُورٌ، وَالثَّانِي: مَعَ أَجْرِهِ عَلَى الِاجْتِهَادِ فَمَعْفُوٌّ عَنْهُ مَغْفُورٌ لَهُ، وَالثَّالِثُ: فَاَللَّهُ يَغْفِرُ لَنَا وَلَهُ وَلِسَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ ... وَتَعْلَمُونَ أَنَّا جَمِيعًا مُتَعَاوِنُونَ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى: وَاجِبٌ عَلَيْنَا نَصْرُ بَعْضِنَا بَعْضًا أَعْظَمَ مِمَّا كَانَ وَأَشَدَّ ...
وَأَنَا أُحِبُّ الْخَيْرَ لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ، وَأُرِيدُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ الْخَيْرِ مَا أُحِبُّهُ لِنَفْسِي .. وَأَهْلُ الْقَصْدِ الصَّالِحِ يُشْكَرُونَ عَلَى قَصْدِهِمْ، وَأَهْلُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ يُشْكَرُونَ عَلَى عَمَلِهِمْ، وَأَهْلُ السَّيِّئَاتِ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) ج 28 ص 50 - 57.