والسواد الأعظم من أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، لا يجمعهم بلد واحد، و لا ينتمون لعشيرة أو قبيلة معينة، ولا يحصرهم تحزب أو تجمع محدود أو محدد، بل هم منتشرون في غالب البلاد، أفرادا وجماعات، لا يجمعهم تخصص معين، بل فيهم المحدثون والفقهاء والزهاد، والمجاهدون المقاتلون، والدعاة الصابرون، والعوام المقلدون، والأمراء والسياسيون. يقول النووي: (ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين: منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم مُحدّثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير. ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض) [1] .
(1) شرح النووي 13/ 67.